تكتمت وزارة الخارجية الإيرانية على تفاصيل زيارة الوزير منوشهر متقي لباريس اليوم، والتي يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي، في اجتماع هو الأرفع مستوى بين البلدين منذ تسلم ساركوزي منصبه في أيار (مايو) 2007. لكن الخارجية الفرنسية أشارت الى ان اللقاء سيتناول الملف النووي الإيراني و»مسائل إقليمية والعلاقات الثنائية» بين باريس وطهران. ويأتي لقاء ساركوزي - متقي قبل اجتماع الرئيس الفرنسي بنظيره الأميركي باراك اوباما السبت المقبل، وعشية الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 12 الشهر الجاري، والتي احتدمت المنافسة بين أطرافها الأربعة. لكن باريس أكدت ان لا علاقة للقاء ساركوزي الوزير الإيراني بهذين الحدثين، ووضعت اجتماع اليوم في إطار «الرغبة في إبقاء الحوار» مع طهران. وفي خطوة انفتاحية أخرى حيال طهران، سمحت إدارة اوباما للسفارات الأميركية في العالم، بدعوة ممثلين عن الحكومة الإيرانية الى المشاركة في الاحتفالات بعيد استقلال الولاياتالمتحدة في الرابع من تموز (يوليو) المقبل. وامتنع الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقوي عن التعليق على زيارة متقي والأهداف المتوخاة منها، وما إذا كان يحمل رسالة الى ساركوزي من الرئيس محمود احمدي نجاد أو القيادة الإيرانية. لكن مصادر مطلعة في طهران أبلغت «الحياة» ان متقي يحمل أفكاراً وتصورات حول إمكان استئناف الحوار مع الأوروبيين في شأن الملف النووي. وأضافت ان متقي سيستمع الى ساركوزي، ليستكشف هل لديه «أفكار جديدة» حول الملف النووي الإيراني. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عن «مصادر مطلعة في السفارة الإيرانية في باريس» ان «الزيارة تأتي في إطار المشاورات بين طهران وباريس حول القضايا الثنائية والإقليمية». وأشارت الوكالة الى «اتخاذ الخطوة النهائية لتدشين مفاعل بوشهر النووي»، من خلال قرار أصدرته الحكومة ل «إيجاد 900 وظيفة لتصميم الهيكلية التنظيمية لشركة تشغيل المفاعل والتدشين النهائي له». وكان احمدي نجاد أعلن أن بلاده «لن تناقش الملف النووي خارج الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مشيراً الى استعداده «لبحث مشاكل المنطقة والعالم مع الدول الغربية». وعشية لقاء ساركوزي - متقي، تحدث احمدي نجاد عن «الإنجازات العظيمة التي حققتها إيران في مجال التكنولوجيا النووية المدنية»، مكرراً على ان بلاده تشغّل «سبعة آلاف جهاز طرد مركزي. وتأتي زيارة متقي غداة تصريحه بأن «إيران استجابت كل المطالب حول برنامجها النووي، لكن الغرب زاد مطالبه». واعتبر الوزير ان سلوك الغرب حول البرنامج «يبعث على التساؤل والشك»، مشدداً على ان البرنامج «شأن يخص الشعب الإيراني قبل كل شيء، ولن نناقش أحداً حول حق هذا الشعب في امتلاك الطاقة النووية السلمية». وأعربت مصادر ديبلوماسية في طهران عن اعتقادها بأن العواصمالغربية، بما فيها واشنطن، ارتأت «التريث حتى ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية» الإيرانية قبل طرح استراتيجيتها حول الملفات الإيرانية. ورأت هذه المصادر ان ثمة خلافات جوهرية بين الحكومة الإيرانية والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) حول آلية التعاطي مع الملف الإيراني. وأبدت اعتقادها بأن فوز مرشح آخر غير أحمدي نجاد في الانتخابات، سيعجّل في طرح الاستراتيجية الغربية وسيوجد أجواء إيجابية، خصوصاً ان المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي أعلن استعداده لاستئناف الحوار مع الدول الست إذا فاز بالرئاسة. واعتبرت المصادر ان إعلان احمدي نجاد رفضه محاورة الدول الست، يعكس استياءه من قرارها تأجيل المحادثات الى ما بعد الانتخابات الرئاسية.