أكد الرئيس أمين الجميل أن حزب «الكتائب اللبنانية» مع «الحوار البنّاء ويده ممدودة دائماً للحوار»، وأضاف: «ما يهمنا مصلحة البلد التي تتحقق بالالتقاء الوطني البنّاء، والكتائب جاهزة لكل الاحتمالات، لكن ما نسمعه في الوقت الحاضر يبدو وكأن هناك تأليباً لنصف لبنان على النصف الآخر، ولا أعرف كيف يمكن إنقاذ هذا الوطن وتحصينه أمام كل الاستحقاقات الداهمة والتطورات الإقليمية». وتابع: «نحن على تواصل مع حلفائنا ونتشاور مع بعضنا بعضاً والاتصالات مستمرة، ولربما يغلب العقل والضمير لنتمكّن من وضع لبنان على السكة»، مشيراً إلى أن «هناك عقلاء يدخلون على الخط من أعلى المستويات بدءاً بفخامة الرئيس (ميشال سليمان) والرئيس المكلف (نجيب ميقاتي) اللذين يحرصان على إيجاد مخرج للأزمة، ونحن جاهزون لكل حوار بما يخدم الثوابت الوطنية التي يقوم عليها لبنان، وبالتالي نحن على موقفنا». وقال الجميل بعد استقباله وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب: «إذا كان فريق 8 آذار يريد استفتاء للناس، فنحن مستعدون، وما من مجال للتضحية بالعدالة وبالحقيقة، وكل اللبنانيين يريدون السيادة والاستقرار، وكلنا ندرك ثمن الفلتان الأمني والبقع الأمنية المنتشرة هنا وهناك، ولم ننسَ بعد أحداث نهر البارد»، ومضيفاً: «لم نقفل يوماً الباب، ونحن على رغم الطريقة التي تم فيها تكليف الرئيس الجديد أبقينا يدنا ممدودة وستبقى كذلك إذا ما شعرنا بأن هناك نوايا حسنة في هذا الاتجاه». وعن قول السيد حسن نصرالله أن قوى 14 آذار «ارتكبت أخطاء»، ردّ الجميل: «نحن نعتبر انفسنا بشراً وجلّ من لا يخطئ وحبذا لو تقوم كل الأطراف بمراجعة، وأول من عليه ولديه مصلحة للقيام بمراجعة هو حزب الله بعد كل المغامرات التي دفع البلد باتجاهها». أما الوزير حرب فلفت إلى أنه عرض مع الجميل «كيفية التعاطي مع نتيجة الانقلاب السياسي الذي حصل والعائد إلى اعتبارات عدة»، مضيفاً: «تشاورنا حول ما يطرح عن صلاحيات النظام الدستوري القائم في لبنان لا سيما صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات رئيس الحكومة المكلَّف، بعد أن برزت مواقف تعتبر أن صلاحية التشكيل لا تعود لهما بل للقوى السياسية، وهذا ما يخالف أحكام الدستور وما يعرّض ويهدد موقع رئيس الجمهورية بفقدان كل الصلاحيات التي يتمتع بها، ويؤدي إلى انهيار النظام السياسي القائم بلبنان». وعن حديث نصرالله وانتقاده مهرجان «بيال» بالتحديد، قال حرب: «نحن في نظام ديموقراطي نسمع الآخرين ونأمل من الآخرين أن يسمعونا، ويزيلوا من أذنيهم الصمغ الذي يجعلهم لا يسمعون شيئاً». وعن قول النائب ميشال عون إن رئيس الجمهورية «تخّنها»، أكد حرب أن «رئيس الجمهورية يمارس صلاحياته، وإذا «تخّنها» وهو يمارس صلاحياته، فنحن مع التتخين، وفي رأيي غيره هو من «يتخن». وأوضح حرب أن «فكرة الاستقالة الجماعية لنواب قوى 14 آذار مطروحة إن كانت تُسقط المجلس النيابي»، داعياً نواب 8 آذار إلى «الاستقالة والذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة ومن ينتصر فليحكم». وفي حديث إلى إذاعة «صوت لبنان» أكّد حرب أن «الباب مفتوح والبحث ما زال قائماً في كيفية التوفيق بين مبادئ قوى 14 آذار ورؤية الرئيس ميقاتي للمشاركة في الحكومة ليتم بعدها الدخول في تفاصيل الحقائب والأحجام على ألا تكون مشاركتهم كمشاركة شهود الزور الذين لا يستطيعون أن يغيّروا شيئاً»، رافضاً الغوص في تفاصيل المحادثات مع ميقاتي. وأعلن عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب عمّار حوري في حديث إلى «ال بي سي» أنّ «معارضة الانقلاب ستكون قائمة في حال دخلنا الحكومة أم لا»، مشيراً إلى أنّ «الفريق الآخر كان يمارس معارضة تعطيلية». ولاحظ حوري أنّ «هناك حملة ظالمة تشن اليوم على رئيس الجمهورية»، مؤكداً أنّ «الرئيس سليمان حريص على التوجه الوفاقي الهادئ الذي يجمع ولا يفرق»، لافتاً إلى أنّ «ما قاله بالأمس النائب ميشال عون هو ظلم بحق الرئيس سليمان». ورأى أنّ كلام السيد نصرالله «استكمال لما بدأه الفريق الآخر حين رأيناهم في القمصان السود».