ابتكرت التنظيمات الإسلامية المسلحة، خصوصاً تنظيم «القاعدة»، طرقاً لم يكن يعمل بها في السابق، كإنشاء «مداجن» ل«التفقيس» للبقاء والتربُّح، واستغلال قدرت الشباب على المغامرة، ومن ثم تنفيذ أجندتها الدموية من جهة، وتفريخ أجيال رضعت عقيدة التنظيم الإرهابي منذ الصغر من الجهة الأخرى، وذلك بترغيب أعضاء التنظيم بالتزاوج في ما بينهم، مستغلة تنامي النزعة «القبلية». وأوضح الباحث في شؤون الجماعات المتشددة حسن أبو هنية ل«الحياة»، أن أغلب أعضاء التنظيم لا يمتلكون وثائق ثبوتية، وهم موصومون بالإرهاب، ويتكيّفون في مجتمع لإعادة إنتاج علاقات الزواج والقرابة، إذ إن زوجة القتيل تنتقل غالباً إلى مقاتل آخر. وقالت مصادر مطلعة ل«الحياة»، إن قيادات تنظيم «القاعدة» في أفغانستان واليمن والصومال والعراق لا يرون بأساً في زواج عناصره من الأسر، التي تعيش معهم في مناطق الفتن والصراعات، أو من شقيقات بعض أفراد الخلايا المنتمين إلى جنسية المكان الذي يوجدون فيه، بحيث يسهل على التنظيم التخطيط لتجنيد شبان آخرين تربوا في مجتمع يؤمن بالفكر ذاته الذي يؤمن به قادة التنظيم، لاستغلال حماسة الشباب واندفاعهم لتنفيذ عمليات انتحارية. وأشارت المصادر إلى أن الزواج يتم داخل مناطق الفتن من دون ملخص العقد الذي يوقع عليه الطرفان، وكذلك إشهار الزواج، وبمبلغ زهيد قد لا يتجاوز 300 ريال، ولفتت إلى أن أحد الموقوفين السعوديين في الرياض زف بمولود خلال الشهرين الماضيين من زوجة أجنبية اقترن بها أثناء فترة انضمامه للتنظيم خارج المملكة. وذكرت المصادر أن والدة المطلوب الأمني رقم 34 في قائمة ال36 في الخارج ومرافق زعيم «الحزب الإسلامي» الأفغاني قلب الدين حكمتيار السعودي سعد الشهري ستطالب الجهات الأمنية في المملكة باستعادة أبنائه من زوجة أجنبية في أفغانستان، وذلك بعدما قتل المذكور جراء قصف أميركي على أحد المواقع التي يتجمع فيها عناصر «القاعدة». تنظيمات إسلامية متطرفة تشجع انتحار المرأة و«تفريغ المجاهدين» محلياً