شيع آلاف البحرينيين أمس شاباً قتل أثناء تفريق تظاهرة مطالبة بالإصلاح الثلثاء، بينما استمر الاعتصام لليوم الثاني في وسط المنامة التي شهدت أمس سلسلة مسيرات مؤيدة للملك حمد بن عيسى آل خليفة. في هذا الوقت، أكد زعيم جمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان أن كتلته النيابية المؤلفة من 18 نائباً من أصل 40 لن تعود عن قرار تعليق عضويتها في البرلمان قبل التحول الى «ملكية دستورية» في البحرين مع حكومة منتخبة من قبل الشعب. وشيع الشاب فاضل المتروك (ا ف ب، رويترز) الى مثواه الأخير في الماحوز بالقرب من المنامة، ولف جثمانه بالعلم البحريني الأبيض والأحمر. وردد بعض المتظاهرين «الشعب يريد إسقاط النظام» وحملوا الأعلام البحرينية وصور القتيل. وواصل مئات المواطنين التظاهر في دوار اللؤلؤة بوسط العاصمة لليوم الثاني على التوالي تلبية لدعوات للتظاهر أطلقت عبر الانترنت للمطالبة بإصلاحات سياسية وبالإفراج عن معتقلين ووقف «التجنيس السياسي». وتم نصب عشرات الخيام فيه. وظلت قوات الشرطة تراقب الأوضاع من بعيد مع وجود عشرات من سيارات الشرطة. وأعلنت وزارة الداخلية أن كل الطرق مفتوحة في الجزيرة التي تبلغ مساحتها نحو 750 كيلومتراً مربعاً. واعتبر وزير العدل والشؤون الإسلامية البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة ان أبلغ رد على المعتصمين العودة الى شهرين فقط حيث جرت انتخابات حرة ونزيهة وبنسبة مشاركة وصلت الى 67.7 في المئة، مشددا على ضرورة اجراء الحوار ضمن المؤسسات الدستورية ومن خلال آليات عملها، اي مجلسي النواب والشورى. واكد الوزير في مؤتمر صحافي على حرية التعبير المسؤولة لجميع فئات الشعب، معتبراً انها يجب الا تمس حقوق او أمن او سلامة الآخرين وان لا تدعو الى الكراهية او الى الإخلال بالوحدة الوطنية. ويأتي استمرار التظاهر على رغم اعتذار وزير الداخلية لسقوط القتيلين وتوقيف «المتسببين» وعلى رغم تشكيل الملك لجنة تحقيق وزارية ووعده باستمرار الإصلاحات. وفي المقابل انطلقت مسيرة من الاستاد الوطني معلنة الولاء للملك، وانطلقت مسيرات أخرى بالسيارات داخل المنامة ومناطق أخرى هتفت باسم الملك ورفعت أعلام البحرين. وعرض التلفزيون الحكومي لقطات مباشرة لها. من جهته، أكد الشيخ سلمان أن نواب الجمعية لن يعودوا عن قرار تعليق عضويتهم في مجلس النواب قبل تحول البلاد الى «ملكية دستورية» يكون فيها «حكومة منتخبة» من قبل الشعب. وإذ نأى بنفسه عن مطالب «إسقاط النظام» ككل، أعلن عن تظاهرة تشارك فيها الجمعية السبت المقبل في دوار اللؤلؤة. وقال سلمان في مؤتمر صحافي إن «الوفاق لن تعود عن قرارها تعليق عضوية نوابها في مجلس النواب إلا بتحقيق المطلب الرئيسي وهو التحول الى الملكية الدستورية». وأضاف إن هذه «الملكية الدستورية يكون فيها الشعب مصدر السلطات وتكون فيها الحكومة منتخبة من الشعب ويكون للشعب الحق في محاسبتها إذا فشلت في تحقيق أهدافها وانتخاب حكومة غيرها». ورداً على سؤال عن الوقت الذي يتطلبه هذا الانتقال، أجاب: «بالإمكان الإعلان عن الالتزام بهذا، وبالإمكان تحديد فترة زمنية للتحول وبالإمكان تعيين حكومة انتقالية تأخذ على عاتقها إنجاز التغيير الدستوري (تعديل الدستور) والترتيب لانتخابات عامة حرة ونزيهة». وقال سلمان الذي تتهم جمعيته بأنها قريبة من إيران، إن البحرين «لا مكان فيها لولاية الفقيه». وأضاف إن «الشعب لا يطالب بدولة دينية بل إن مطلبه دولة مدنية ديموقراطية على النمط المعروف في العالم: السيادة فيها للشعب مصدر السلطات جميعها في ظل مملكة دستورية ينتخب فيها الشعب الحكومة». وأكد سلمان عدم مطالبته بإسقاط النظام الملكي في البحرين، وقال إن المطلب الأساسي الذي «انطلقت به الحركة في 14 شباط (فبراير) سيبقى هو الهدف الأصلي»، في إشارة الى مطلب الإصلاح السياسي. وأضاف إن «شعارات إسقاط النظام انطلقت من بعض الشباب في الدوار بعد سقوط ضحايا وهذا أمر طبيعي». وعن مبادرة العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة الى تشكيل لجنة تحقيق في مقتل متظاهرين قتلا الاثنين والثلثاء في تظاهرات مطالبة بالإصلاح، قال سلمان إن «مبادرة عاهل البلاد إيجابية ومقدر لعاهل البلاد هذه الإطلالة السريعة». إلا أنه أضاف إن المبادرة «خلت من الأفق السياسي الذي ينتظره الشعب عن الإصلاح السياسي والتداول السلمي للسلطة». وفي واشنطن، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية ليل الثلثاء إن «الولاياتالمتحدة قلقة جداً من العنف الذي يحيط بالاحتجاجات الأخيرة في البحرين»، وأضاف: «نناشد أيضاً جميع الأطراف ضبط النفس والامتناع عن العنف».