نجا خمسة معلمين وطبيب، يعملون في هجرة النقيرة (محافظة النعيرية) من الموت، بعد تفحم سيارتهم بالكامل ظهر أول أمس، في قلب الصحراء، وسط أجواء مليئة بالعواصف الترابية، ودرجة حرارة لامست ال50 درجة مئوية. وفي تفاصيل الحادثة التي رواها المعلم ثامر الجاسم ل«الحياة»، بقوله: «كنا خارجين من المدرسة، ونستقل سيارة من نوع «جيب شيروكي» ، وكان معنا طبيب هجرة النقيرة، الذي طلب منا مسبقاً الذهاب إلى النعيرية، لشراء بعض المستلزمات. وكان الجو مليئاً بالغبار والرياح الشديدين، ضاعت خلالهما معالم الطرق الصحراوية، ما جعل حركة السيارة ثقيلة جداً، لسوء الطريق، وواجهت السيارة ضغطاً شديداً في الفرامل». وبعد ان قطعت المجموعة مسافة تقدر بنحو ثمانية كيلومترات، يقول الجاسم: «لاحظنا انبعاث الدخان من مقدمة السيارة، ودخوله علينا، فتوقفنا على الفور، ونزلنا من السيارة بسرعة، ومن حسن الحظ ان الكل نزل بحقيبته وكتبه وجميع إثباتاته، إذ سرعان ما التهمت النيران السيارة. وحاولنا إطفاءها بالتراب، ولكننا لم نتمكن، بسبب سرعة الرياح التي ساعدت على احتراق السيارة بالكامل». ولم يصب أحد من ركاب السيارة، ولكن أحد المعلمين أصيب بإغماء من «هول الصدمة». ويضيف الجاسم «كنا في قلب الصحراء، ولا يوجد لدينا مياه كافية. ولا توجد في الموقع تغطية من شبكة «الموبايل». كما لم نكن نعرف إلى أين نتجه، لأننا لم نر شيئاً من شدة الرياح والغبار، إذ لم يتعد النظر بضعة أمتار، ولحسن حظنا ان الطبيب موجود معنا، وأجرى لزميلنا إسعافات أولية، وبمحاولات منا جميعاً، تمكنا من إجراء اتصال بزملائنا المعلمين، الذين حضروا إلى الموقع، بعد تحديد الإحداثية لهم من خلال أجهزة الجوال المتطورة». يُشار إلى أن الطرق الصحراوية في محافظة النعيرية أصبحت هاجساً للجميع، وبخاصة من يمرون عليها، أو تربطهم أعمال في هجر ومراكز خارج الطرق الإسفلتية. وشهد طريق النقيرة خلال السنوات الماضية، الكثير من حوادث ضياع المعلمين والمعلمات، وحوادث العطش في الصحراء.