أعلن وزير النقل السعودي رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديد جبارة بن عيد الصريصري، أن تنفيذ مشروع بناء محطات الركاب الأربع لقطار الحرمين السريع سيبدأ قريباً، وسيتم الانتهاء منه خلال عامين ونصف العام. وأوضح الصريصري في مؤمر صحافي، بعد توقيع عقود المحطات الأربع، أن كلفتها تبلغ نحو 9.38 بليون ريال (2.4 بليون دولار). وأشار إلى أن «توقيع عقود المحطات الأربع يمثل الجزء الثاني من المرحلة الأولى من مشروع قطار الحرمين السريع، والذي يهدف إلى بناء أربع محطات للركاب وفق أعلى المقاييس والمعايير المتبعة دولياً وبمواصفات عالية الجودة، وتتوزع المحطات في وسط مدينة جدة، ومكةالمكرمة، والمدينةالمنورة إضافة إلى محطة تخدم مدينة الملك عبدلله الاقتصادية في رابغ». ولفت إلى أن «المحطة الخامسة تقع ضمن منشآت مطار الملك عبدالعزيز بجدة، وتم الاتفاق مسبقاً على أن يتولى المطار بناءها بحكم الاختصاص، وهي داخلة ضمن مشروع تطوير المطار الذي يتم تنفيذه حالياً. وسئل الصريصري: هل تكون عربات قطار هذا المشروع كعربات قطار المشاعر؟ فأجاب: «الملاحظات التي أثيرت حول قطار المشاعر كانت تكهنات قل بدء التشغيل، ولكن عندما بدأ تشغيل قطار المشاعر خلال موسم حج العام الماضي، كانت هناك انطباعات إيجابية». وأضاف: «وفقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ستكون عربات القطار وفق أحدث المواصفات العالمية». وعما إذا كانت محافظة جدة مهيأة حالياً لاستقبال مثل هذا المشروع، خصوصاً من ناحية البنية التحتية، قال: «نعم جدة مهيأة، وكلنا يعلم ما حصل في محافظة جدة من سيول وما أحدثته من تخريب، ولكن تم أخذ كل الاحتياطات اللازمة التي تحول دون حدوث أضرار في حال هطول الأمطار في جدة، وهذه الاحتياطات اتخذت منذ بداية المشروع وكانت في الحسبان». وأوضح أن «بنود المشروع تلزم الشركة الفائزة بتبني معهد لتدريب السعوديين وتوظيفهم، وهي نقطة مهمة جداً تمت مراعاتها منذ البداية، وبمجرد البدء في تنفيذ المشروع سيتم الشروع في تدريب السعوديين على كل ما يتعلق بتشغيل القطارات وصيانتها»، مؤكداً أن «هدفنا سعودة أكبر عدد ممكن من الوظائف، ولكن هناك أعمال فنية معقدة تخص القطارات، وستكون الشركة المصنعة هي القادرة على صيانتها، ولكن كل الوظائف التي يستطيع أن يقوم بها السعوديون والسعوديات المدربون جيداً فستكون من نصيبهم». وأعلن الصريصري البدء ب «توسعة سكك الحديد في السعودية. هناك قطار الشمال - الجنوب الذي ينطلق من الحدود السعودية مع الأردن والمخصص لنقل المعادن وحتى ميناء رأس الزور الذي يبنى الآن، والقطار الآخر الذي يمر عبر مناطق مختلفة ويلتقي بقطار الرياض في محطة الرياض وقد بدأ العمل فيه، وهو مشروع يجرى العمل به بحسب الخطة المتوقعة، وسيتم الانتهاء منه خلال سنتين أو سنتين ونصف السنة، ويشرف على المشروع صندوق الاستثمارات العامة، إضافة إلى قطار الرياض - الدمام، وسنتسلم خلال ثمانية أو تسعة شهور عربات سريعة ستقلص المسافة الزمنية بين الرياض والمنطقة الشرقية إلى ثلاث ساعات فقط». وأضاف: «من الصعب أن نربط كل مناطق السعودية وقراها بسكك حديد في فترة زمنية قصيرة، فإنشاء الطرق ورصفها يكلف بالتأكيد أقل بكثير من إنشاء السكك الحديد»، مؤكداً أن «المملكة تحتاج إلى ربطها بشبكة سكك حديد شاملة لكل المناطق والمدن، وهذا يستغرق وقتاً». وأوضح الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية عبدالعزيز الحقيل، تفاصيل العقود الموقعة لقطار الحرمين الذي سينقل في المتوسط ما بين 150 ألفاً و200 ألف شخص يومياً. وقال: «أُبرم العقدان الأول والثاني مع ائتلاف ابن لادن، الأول بقيمة 3.18 بليون ريال لبناء محطة مكةالمكرمة، والثاني لبناء محطة المدينةالمنورة بقيمة 1.56 بليون ريال، في حين أبرم العقدان الآخران مع ائتلاف «سعودي أوجيه»، أحدهما لبناء محطة جدة بقيمة 2.9 بليون ريال، والآخر لبناء محطة رابغ بقيمة 1.75 بليون ريال»، مشيراً إلى أن «التصميم الهندسي للمحطات تم إعداده من شركة فوستر وشركائها». يذكر أن وزير المالية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة إبراهيم العساف ووزير النقل الدكتور جبارة الصريصري، وقعا العقود الأربعة لبناء محطات الركاب لقطار الحرمين السريع مع ائتلافي «ابن لادن» و «سعودي أوجيه» بقيمة إجمالية بلغت 9.38 بليون ريال.