نجح شابان أسسا معا اول مكتبة الكترونية فلسطينية في العثور على نسخة من رواية "الوارث" للكاتب خليل بيدس، وهي اول رواية فلسطينية، بعد عامين من البحث وأصدرا نسخة جديدة منها. وقال فؤاد العكليك مؤسس المكتبة الرقمية مع صديقه رمزي الطويل لرويترز "بعد ثلاث سنوات على تأسيس اول مكتبة الكترونية فلسطينية والتي كان احد اهدافها اعادة ربط الحياة الثقافية المعاصرة بما شهدته الحياة الثقافية الفلسطينية قبل عام 1948 نجحنا في اعادة اصدار اول رواية فلسطينية كتبت عام 1920." واضاف "كنا نعلم ان اول رواية فلسطينية كتبت كانت الوارث للاديب خليل بيدس المولود في الناصرة عام 1874 وان هذه الرواية فقدت بعد العام 48 لذلك قررنا ان نبدأ رحلة البحث عنها في كل مكان.. في مصر والاردن وسوريا ولبنان ولكن لم نجد لها اثرا قبل ان يسعفنا الحظ ونعلم انها موجودة في احدى الجامعات الاسرائيلية." واصدر الشابان النسخة الجديدة من رواية "الوارث" في كتاب انيق يقع في 128 صفحة من القطع الصغير رسم على غلافها الفنان التشكيلي الفلسطيني وليد ابوي صورة للاديب خليل بيدس. وكتب عادل الاسطة استاذ الادب بجامعة النجاح الوطنية في تقديمه للرواية في طبعتها الجديدة التي روعي فيها ان تكون نسخة طبق الاصل عن التي عثر عليها بما فيها من اخطاء طباعية واملائية "حين تنشر هذه الرواية الان فان دارسين كثيرين ممن لم يقرأوها واعتمدوا في كتابتهم عنها على ما تركه لنا (ناصر الدين الاسدي الذي كتب ملخصا من ذاكرته عن الرواية) سوف يعيدون النظر في ما كتبوا وربما اكون واحدا منهم." وتتحدث الرواية عن صورة اليهود من خلال قصة حب بين شاب عربي وفتاة يهودية كانت تعمل في التمثيل تركته بعد ان حصلت منه على كل المال الذي تريد من خلال توريطه في ديون كثيرة عبر شبكة من التجار اليهود الذين كانون يأخذون الربا عن كل معاملة مالية اضافة الى تناولها الشأن السياسي من خلال الحديث عن الحرب العالمية. ويقول الاسطة في تقديمه "ربما تبدو الوارث الان رواية عادية في موضوعها واسلوبها وطريقة معالجتها ولكنها ستظل رواية مهمة لدارسي الادب الفلسطيني وقارئيه ذلك انها اللبنة الاولى في عمارة الفن الروائي الفلسطيني الذي اخذ ينمو ويزهو ويرقى وينافس ايضا فنونا أخرى مثل الشعر والقصة القصيرة ومن يدري فقد يتفوق عليها." وحرص الشابان العكليك والطويل على جعل مفكرين وكتاب يخطون اراءهم بهذه الرواية على غلافها فكتب المفكر الفلسطيني المعروف رشيد الخالدي "الصهيونية لم تسرق ارض فلسطين وتهجر شعبه فقط بل حاولت سرقة وابادة ثقافته وادبه. ان اعادة إحياء التراث الادبي قبل نكبة 48 هو جزء من حق الشعب الفلسطيني." ويرى سليم تماري مدير مؤسسة الدراسات الفلسطينية في رواية الوارث "بداية مثيرة لرحلة الرواية العربية في فلسطين والحصول عليها بعد فترة ضياع واعادة نشرها توفر كنزا للباحث والقارئ العربي." ويصف الكاتب الصحافي حسن البطل الرواية قائلا "الوارث كلاسيكية اخلاقية هي بنت الروايات العالمية في عصرها وأم الروايات الفلسطينية وللمكتبة الرقمية فضل اخراج حلقتها الروائية الى النور بعد ان كانت مفقودة." وقال العكليك "ان هذه الرواية ستكون على صفحة المكتبة الالكترونية في غضون اشهر وستكون اول حلقة في سلسة اعادة احياء التراث الادبي الفلسطيني." واضاف "لدينا الان مجموعة من النصوص الادبية لقصص قصيرة ومسرحيات قدمت قبل عام 48 وسنعمل على اعادة طباعتها وتوزيعها ضمن مشروعنا الهادف الى خلق حالة من التواصل الثقافي الفلسطيني بين الحاضر والماضي وخصوصا ان المشهد الثقافي الفلسطيني فقد العديد من الكتب والروايات عندما تم تدمير العديد من المكتبات العامة والخاصة في حرب عام 48".