ولدت ومعها موهبة مارستها منذ نعومة أظافرها، واستطاعت أن تجعل من تلك الموهبة هواية تمارسها إلى أن وصلت لدرجة من الاحتراف فيها، إذ كانت تغريد تحب الرسم منذ سن الرابعة، ومن دون تردد أو استشارة أحد كانت تمسك بالقلم وتقوم بإطلاق موهبتها على كل ما يكون أمامها. وعلى رغم جميع المشجعين الذين يحيطون بتغريد على ممارسة تلك الهواية التي تطورت معها، إلا أنها تجد أن المملكة دافنة للمواهب وقاتلة للموهوبين، خصوصاً أن المجتمع ليس لديه أساس جيد أو خلفية صحيحة عن الفن بشتى أنواعه، ولا يوجد أي دعم من أي جهة لأصحاب المواهب، وفي حال وجد لا يكون الدعم بالكم المطلوب، ولا يوجد له جماهير أو مشجعون. وقالت تغريد الغامدي (23 عاماً) ل «الحياة»: «من قبل دخولي المدرسة وأنا أحب الرسم، وكنت أرسم منذ أن كنت في عمر الرابعة، وفي ذلك الوقت كنت أحب كثيراً الرسم على جميع الكتب الموجودة في المنزل، ومع مرور الوقت أصبحت أرسم بدفاتر المدرسة، لدرجة أنني كنت حتى في ورقة الامتحانات أرسم زخارف وورداً حول الإطارات وحول مربع الدرجة النهائية»، وأشارت الغامدي إلى أن موهبتها الأساسية هي الرسم ومداومتها واستمرارها في الرسم حافظت على بقائها، فكانت ترسم كل يوم حتى ولو بدفتر صغير كنوع من التطوير الذاتي، «والآن أصبح يوجد على «الانترنت»، مواقع خاصة بالرسامين تسمح لنا بالاختلاط بثقافات ومواهب مختلفة ورسم مع شخصيات من مختلف دول العالم ونتعلم ونضيف لأنفسنا وخبراتنا الكثير، والكثير منهم في مجال الرسم». ولفتت، إلى أن والدتها كانت كثيرة الدعم لها، إذ قالت: «إن والدتي وأخواتي من أكثر الداعمين لي، وأيضاً خالتي لها دور كبير في تشجيعي ودعمي مادياً ومعنوياً، وكذلك أروى وهي إحدى صديقاتي المقربين». وأضافت تغريد: «أحب أن أضع لنفسي تحديات حتى أستطيع تطوير نفسي وموهبتي، وقد لفت نظري موهبة الأخت ندى المفيدي في الرسم على ال «تي شيرت»، وشجعتني على أن أخوض هذه التجربة بنفسي، وقد كانت تجربة جميلة جداً، وفي الواقع فإن «تي شيرتات» المسابقة هي أول «تي شيرتات» أقوم بالرسم عليها، وذلك بعد أن شاهدت جميع دروس الدورة التي أقامتها ندى على موقعها الإلكتروني، وقمت بتطبيق ما تعلمته، وقد كنت سعيدة جداً بالنتيجة، وكمكافأة لي قمت بالاشتراك بالمسابقة، وهي تعبير صادق مني عن مدى امتناني وشكري لها». وأعربت تغريد عن طموحاتها وحلمها في تجسيد قصة، تكون مصورة من رسمها، تحاكي واقعنا الإسلامي، وتوضح مدى فخرنا واعتزازنا باعتناق الدين الإسلامي، وأجد أن في السعودية يوجد مستقبل لمهنتي وموهبتي، ولكن للأسف من خلال تجربتها الشخصية ترى أن المملكة لا تدعم مثل هذه المواهب، بل تكاد تكون معدومة تماماً، وقد يعود ذلك لأسباب عدة، منها عدم وجود الثقافة الكافية لدى المجتمع بتلك الفنون وأنواعها ومدى جمالها، أو وجود جمعيات أو جهات تكون مسؤولة عن هذه المواهب.