حددت القاضية كريستيا دي تشينسو الرابع من نيسان (ابريل) المقبل موعداً لمحاكمة رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلوسكوني بتهمة إقامة علاقة مع قاصر، هي المغربية كريمة المحروقي المعروفة باسم «روبي سارقة القلوب»، وتهمة «الابتزاز وسوء استخدام السلطة» لإطلاق المغربية نفسها بعدما أوقفت بتهمة السرقة. وأكدت توافر أدلة كافية وواضحة لمحاكمة رئيس الوزراء فوراً، و «هي تمنح محكمة ميلانو حق المرافعة»، بخلاف ما يزعمه محامي بيرلوسكوني الذين يطالبون بمحاكمته أمام محكمة للوزراء. وفيما تطالب المعارضة باستقالة بيرلسكوني المصر على مواصلة مسيرته، تجنب بيرلوسكوني حضور مؤتمر صحافي كان يُفترض أن يشارك فيه بمدينة كاتانيا الصقلية مع وزير الداخلية روبيرتو ماروني لمناقشة أزمة المهاجرين غير القانونيين الذين توافدوا على جزيرة لامبيدوزا جنوب صقلية والتي تبعد 150 كيلومتراً من السواحل التونسية. وتتصدر قضية «روبي غيت» وسائل الإعلام منذ أسابيع، بعد نشر عشرات المحادثات الهاتفية بين مجموعة من الشابات ومنظمي سهرات فاحشة في منازل بيرلوسكوني. وتعتبر هذه القضية ثالث فضيحة جنسية يتورط فيها بيرلوسكوني، بعد فضيحة القاصر نويمي التي ظهرت الى العلن في أيار (مايو) 2009 وكلفته طلاقه من زوجته، والغانية اداريو التي روت في حزيران (يونيو) من العام ذاته تفاصيل ليلة قضتها معه. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2009، ألقى مختل عقليا مجسماً لكاتدرائية ميلانو على وجه بيرلوسكوني فأصيب بكسر في الانف والأسنان. ويواجه بيرلوسكوني متاعب عدة مع القضاء في قضايا فساد. ولا يزال يحاكم في ثلاث قضايا، لكنه لم يدن وبرئ دائماً أو «أطلق بسبب عدم كفاية الأدلة». ويعلق بيرلوسكوني القصير القامة أهمية كبرى على مظهره، وأجرى عمليات زرع شعر وعملية تجميل في العينين. وهو يعترف بأن لديه عقدة التفوق على الآخرين. وعمل بيرلوسكوني لفترة مغنياً في علب الليل وعلى سفن متخصصة في رحلات الترفيه. وفي نهاية الخمسينات كان يبيع مكانس كهربائية، ونال عام 1961 شهادة في الحقوق، وجمع ثروته من العقارات عبر بناء مجمعات سكنية. وعبر تجهيز هذه المساكن بقنوات تلفزيونية مشفرة، أسس امبراطورية «ميدياسيت» التلفزيونية التي تدخل قنواتها الثلاث اليوم منازل جميع الإيطاليين. ولاحقاً تعزز هذا النجاح بدخوله عالم السياسة عام 1994، بعدما شكل حزب «فورتسا» إيطاليا الذي فاز بالانتخابات الاشتراعية وأسس حكومة انهارت بعد سبعة شهور. وفي عام 2001، تولى مجدداً رئاسة الحكومة حتى نيسان (أبريل) 2006 حين هزم في الانتخابات الاشتراعية، قبل أن يعود الى سدة الحكم عام 2008.