رجّح الملحق الثقافي في السفارة السعودية لدى القاهرة محمد العقيل أن تؤجل السفارة عودة الطلبة السعوديين إلى مصر أسبوعاً، كإجراء احترازي، للتأكد من هدوء الأوضاع واستعداد المرافق التعليمية هناك لاستقبالهم، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم المصرية أعلنت استئناف الدراسة في جميع مرافقها السبت المقبل. وقال العقيل ل «الحياة» أمس: «السفارة تراقب وضع الشارع المصري واستقراره بحذر، خوفاً من عودة الفوضى من جديد للشارع، وقد نلجأ إلى تأخير رجوع الطلبة إلى مقاعد الدراسة أسبوعاً إضافياً كإجراء احترازي للتأكد من جاهزية الجامعات هناك والمرافق التعليمية الأخرى لاستقبال الطلاب والطالبات»، مؤكداً أن الملحقية ستنتظر اجتماع مجلس الوزراء للحكومة الانتقالية في مصر اليوم (الاثنين)، وعلى ضوئه ستقرر إما التأجيل أسبوعاً آخر، أو العودة للدراسة في وقتها المقرر. من جهة أخرى، أكدت الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج (أواصر) أنها تتابع حال الأسر الموجودة في مصر حالياً، وتقدم لهم مساعدات مالية وعينية، وأن هناك تنسيقاً مع الجهات المختصة من أجل إعادة الأسر التي تنوي العودة إلى المملكة، واستمرار دعم الراغبين في البقاء هناك بالمساعدات، مشيرة إلى أنها سجلت 600 أسرة سعودية مقيمة في الخارج. وأوضح رئيس الجمعية الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السويلم أن الجمعية بادرت بالتواصل مع العائلات والمواطنين السعوديين في جميع المدن المصرية للاستفسار عن رغبتهم في المغادرة، وما إذا كانت هناك عوائق تحول دون ذلك، مشيراً إلى انه بالتعاون مع السفارة السعودية في القاهرة تم تخصيص رقم هاتفي لتلقي طلبات الراغبين في العودة على موقعها الالكتروني www.awasser.org.sa وعلى الفاكس الدولي 0096612402349 وعلى الفاكس الداخلي 920005959 وعلى هاتف الجمعية الموحد 920004949، كما تمت تهيئة كل ما يلزم من إسكان وإعاشة للأسر، وتولت الجمعية العمل على تصحيح أوضاعهم النظامية واستخراج الأوراق الثبوتية. وأشارت المواطنة نجلاء محمد فور عودتها من القاهرة إلى أن أفراد جمعية أواصر كانوا بمثابة طوق نجاة لها ولأسرتها في ظل الأوضاع التي مرت بها مصر، بسبب صعوبة مغادرة البلاد وتكدس المسافرين في المطارات وقرارات حظر التجول، وقالت: «تم نقلنا إلى الفنادق وتدبير كل حاجات المعيشة، حتى ساعة مغادرتنا، وكذلك القيام بكل الإجراءات النظامية، إذ إن أحد أطفالي لم يكن لديه جواز سفر، فتم على الفور عن طريق السفارة عمل شهادة مرور له، ولم يستغرق ذلك كله أكثر من 24 ساعة فقط». وذكرت أم رائد التي تعيش في القاهرة مع ابنتها، أنها فوجئت باتصال من السفارة السعودية، تستفسر عن رغبتها في مغادرة مصر والعودة إلى المملكة، ولكنها أخبرت المسؤولين بأنها لا تستطيع التحرك بسبب الزحام الشديد وقرارات حظر التجول، وقالت: «في اليوم الثاني من الاتصال استطعت الوصول إلى السفارة والإخوة في الجمعية، ولم أتمكن مع ابنتي من حمل أي مبالغ مالية أو حتى حقيبة ملابس، فتكفلوا بحجز تذاكر السفر، ووجدتهم أيضاً في استقبالنا عند وصولنا إلى أرض الوطن». وقالت ابنتها ليلى: «توقفت الدراسة تماماً في مدارس القاهرة منذ بداية الأحداث، ولم تستطع والدتي أن تحضر لي أوراقي التي تثبت أنني طالبة في الصف الأول المتوسط، فأحضرت الجمعية لنا كل ما يلزمنا من ملابس وغيرها ليتم بعدها أخذنا إلى مطار القاهرة».