اعتبر عدد من المعوقين مساعدات وزارة الشؤون الاجتماعية «غير كافية، ولا تفي بكامل حاجاتهم». معوقون وذووهم تحدثوا ل «الحياة» وقالوا آراءهم في هذه الخدمات. تقول والدة دانة، وهي فتاة معوقة ذهنياً (24 سنة): «إن الإعانة السنوية لا تغطي تكاليف شهر من مصاريف المعوق»، لافتة إلى منح المعوقين «بطاقة مواقف»، «ولكن من النادر ان تجد سائقاً يحترم ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يركن سيارته في المواقف المخصصة لهم. وفي المقبل؛ لا يحصل هؤلاء السائقون على مخالفات نظير وقوفهم في هذه المواقف، على غرار دول أخرى، بينها دول خليجية، إذ يتم فرض غرامات باهظة على من يركنون سياراتهم في مواقف المعوقين، من دون ان يكون على زجاجها مُلصق المعوقين». ولفتت أم دانة إلى أن المعونة السنوية «تقدم بحسب حال المعوق»، معتبرة تقويم الحالات، وصرف المعونة وفق ذلك «أمراً غير فعال، فابنتي تم تقويمها من طبيب مقيم، وهي في السابعة من العمر، وجرى ذلك خلال دقائق فقط كتب فيها تقريره»، مبينة أن دانة «تستلم سنوياً 10 آلاف ريال، تدفع منها ثمانية آلاف كقسط دراسي». وتابعت بأنه «طالما الحكومة لم تؤمن مراكز كافية لتعليم هذه الفئة، فمن المفترض – على الأقل – ان تمنحهم ما يوفر لهم فرصاً تعليمية أفضل». وطالبت ب «إعادة تقويم الحالات، كل فترة، وتقديم معونة كافية للعلاج والتعليم. وهناك عائلات تأخذ معونة ابنها أو ابنتها، وتستقدم بها عاملة منزلية، بحجة خدمة المنزل والمعوق في الوقت ذاته»، مشيرة أيضاً إلى وجود أهالي «محتاجين، يأخذون الإعانة لهم، بدل صرفها على حاجات المعوق، لعدم توافر توعية اجتماعية في حقوقه». وخلصت إلى القول ب «وجود قصور في الخدمات المقدمة، من الدولة لهذه الفئة»، مطالبة المسؤولين ب «عمل جولات تفقدية، للاطلاع على المستوى المعيشي والتعليمي للمعوقين». كما انتقد المعوق سعود العواد «عدم تهيئة البيئة العمرانية في المنطقة الشرقية التي تضم 50 ألف معوق، وأيضاً عدم توافر مواصلات مخصصة لهم»، لافتاً إلى «قطع الضمان الاجتماعي عن المعوقين بعد التحاقهم في وظائف». ويتسلم العواد مساعدة شهرية من الضمان قدرها 800 ريال، إضافة إلى 10 آلاف معونة سنوية. فيما ذكر أن «الفترة الفاصلة بين المطالبة بالأجهزة، واستلامها، قد تمتد إلى سنة». ولا يكاد راتب المعوق عبدالله الحربي، يسد حاجاته وأسرته كافة، فهو لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال» فيما يبلغ إيجار شقته 17.500 ريال، وعلى رغم ذلك تم «قطع الضمان الاجتماعي عني البالغ 1200 ريال، بعد التحاقي في وظيفة» بحسب قوله. في المقابل، دعا رئيس جمعية المعوقين في المنطقة الشرقية عبدالله المغامس: «جميع الجهات التي تعمل في خدمة هذه الفئة، إلى مراعاة زيادة حاجاتهم، نتيجة زيادة عدد المعوقين حالياً، مقارنة بما كانوا عليه قبل 10 سنوات». كما دعاها إلى «تحديث خدماتها»، واصفاً الخدمات المقدمة من الحكومة ب «الشمولية، فيما تتعدد أنواع الإعاقات»، مشدداً على أن الجمعيات «ليست بديلاً عن الدولة في رعاية المعوقين، وإنما هي روافد مُعينة ومُساعدة».