أعرب الرئيسان بشار الأسد وجلال طالباني بعد محادثاتهما في دمشق أمس عن «ثقتهما التامة بقدرة الشعب المصري على النهوض بواقع مصر وإعادتها إلى دورها الطبيعي العربي والعالمي». وإذ أكد الرئيس الأسد دعم سورية عقد القمة العربية المقبلة «على أرض العراق وعودة دوره على الساحة العربية شريكاً أساسياً في صنع مستقبل المنطقة»، جدد طالباني رغبة بلاده «إقامة علاقات استراتيجية» مع سورية. جاء ذلك خلال محادثات الرئيسين الأسد وطالباني في دمشق بعد مراسم الاستقبال. وتضمنت جلسة موسعة حضرها من الجانب السوري نائب الرئيس فاروق الشرع ورئيس الوزراء محمد ناجي عطري ومعاون نائب الرئيس محمد ناصيف ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ومن الجانب العراقي وزير الخارجية هوشيار زيباري ووزراء آخرين. وأفاد بيان رئاسي أن المحادثات تضمنت «استعراض الخطوات التي قطعتها العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث أعرب الرئيسان عن ارتياحهما للتطور المتنامي الذي تشهده هذه العلاقات. وأكد طالباني رغبة العراق في إقامة علاقات استراتيجية تخدم الشعبين الشقيقين وبلدان المنطقة وأمنها واستقرارها، مؤكداً استعداد العراق لتطوير العلاقات مع سورية على الصعد كافة». وجرى خلال اللقاء بحث سبل تفعيل أعمال اللجنة العليا المشتركة و «إزالة كل أشكال المعوقات أمام الاستثمارات المتبادلة وتوسيع التعاون الاقتصادي وأهمية الإسراع بتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى سورية وزيارة عطري إلى العراق» في منتصف الشهر الماضي. وأعلن في بغداد وقتذاك انه جرى الاتفاق على تفعيل أعمال مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين. وبحث الرئيسان الأسد وطالباني الأوضاع في العراق و «الخطوات التي قطعها من خلال العملية السياسية الجارية فيه وأهمية تعزيز هذه العملية لما لها من أثر على أمن واستقرار العراق والدول المجاورة له». ونقل البيان عن الأسد تأكيد «دعم سورية عقد القمة العربية المقبلة على أرض العراق وعودة دور العراق على الساحة العربية شريكاً أساسياً في صنع مستقبل المنطقة». كما تم استعراض عدد من القضايا العربية والإقليمية خصوصاً الوضع في مصر . وأشار البيان السوري الى أن الأسد وطالباني «أعربا عن ثقتهما التامة بقدرة الشعب المصري على النهوض بواقع مصر وإعادتها إلى دورها الطبيعي العربي والعالمي». وكان طالباني وصل الى دمشق صباح أمس في زيارة تستمر يومين، في ثاني زيارة له بعد عام 2007، علماً انه التقى الرئيس الأسد على هامش القمة العربية الاستثنائية في سرت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأقام الأسد مأدبة غداء على شرف الرئيس العراقي حضرها أعضاء الوفدين. ويعقد طالباني اليوم لقاءات ثنائية مع كل من الشرع ورئيس مجلس الشعب (البرلمان) محمود الأبرش وعطري.