جددت الاحزاب العربية والتركمانية في محافظة كركوك دعوتها الى نشر قوات نظامية في نقاط التفتيش بدلاً من «قوات حفظ السلام» إثر سحب الجيش الأميركي عناصره . وكانت اشتباكات مسلحة اندلعت أمس في قرية البشير التابعة لناحية تازة بين عشيرة البو مفرج العربية ومتظاهرين تركمان بسبب نزاع على اراض زراعية وزعها نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على عرب المدينة. وقالت المصادر الأمنية ان قوات من الجيش والشرطة تدخلت لفض الإشتباك، لكنها اشتبكت مع مسلحين من القبيلة العربية ما أدى الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 4 آخرين. وقال مدير الشرطة في كركوك العميد سرحد قادر ان «ثلاثة من عناصر الصحوة قتلوا وأصيب خمسة آخرون بينهم شرطي وجندي خلال الاشتباكات» واضاف ان «الاشتباكات اندلعت في اعقاب تظاهرة نظمها التركمان عند مضارب قبيلة البو مفرج في قرية البشير». وتعود الخلافات بين الجانبين الى أيام النظام السابق الذي منح اراضي زراعية من التركمان الشيعة «لارتباطهم بأحزاب دينية موالية لايران»، الى العرب السنّة من أهالي كركوك. وأكد مدير ناحية تازة طالب أحمد ان «التظاهرة كانت للمطالبة بعودة الارض الى اصحابها، لكن اشتباكات اندلعت وأدت الى وقوع الضحايا». واضاف: «نسعى إلى إجراء مفاوضات للسيطرة على الاوضاع». الى ذلك، أكد القيادي في المجلس السياسي العربي الشيخ عبدالرحمن منشد العاصي في تصريح الى «الحياة» ضرورة «الاسراع بنشر قوات نظامية في المناطق المختلطة عرقياً للحيلولة دون تردي الاوضاع الامنية فيها». وأشار الى ان «القرار الاميركي بالانسحاب ترك الاوضاع مبهمة وكان عليه عدم اقحام قواته في أمر ما زال محل خلاف وجدال منذ ثمانية اعوام». وزاد ان «الانسحاب في وقت تشهد كركوك اعمال عنف غير مسبوقة محرج ولا يمكن تفادي تداعياته إلا بنشر قوات حكومية لفرض الاستقرار». ويخشى السكان في محافظة كركوك الغنية بالنفط وديالى ان يؤدي انسحاب القوات الاميركية من نقاط التفتيش الى عودة التوتر بين القوات النظامية والبيشمركة الكردية. وقال سمير المعلوف (47 عاما) و يقطن ناحية السعدية التابعة لقضاء خانقين ان «انسحاب القوات الاميركية والابقاء على عناصر تنتمي الى فئات سياسية مختلفة يعتبر تهديداً مباشراً للاستقرار في المناطق المذكورة وانهيار أي مسعى سياسي لحل الخلافات»، فيما اعتبر الشيخ محمود العبيدي ان «الانسحاب الاميركي مطلب وطني ولكن توقيته جاء ليضع العرب والاكراد في مواجهة بعضهما بعضاً». اما فرهاد حمه، وهو كردي من سكان محافظة ديالى فيخشى ان «يؤدي الانسحاب الى عودة اعمال العنف الى المناطق المتنازع عليها خصوصاً ان التنظيمات المسلحة المتطرفة ما زالت موجودة فيها». ويشترك جنود عرب وأكراد وتركمان في نقاط تفتيش تابعة ل»قوات حفظ السلام» ، خصوصاً في المناطق المعروفة بخليطها العرقي والتي يطالب الاكراد بإلحاقها بإدارتهم.