طهران، نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب – جدّدت إيران تأكيدها أمس، رفضها التفاوض مع أي بلد في شأن برنامجها النووي، معربة عن استعدادها للتعاون مع دول عربية في مجال الطاقة الذرية. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست: «ايران تعتبر النشاطات النووية السلمية جزءاً من حقوق الشعب الإيراني، ولن تتفاوض في شأن ذلك». وسُئل حول طلب «مجلس التعاون الخليجي» المشاركة في محادثات ايران مع الدول الست المعنية بملفها النووي، فأجاب ان طهران لا تفاوض أي جهة «علي حقها في امتلاك الطاقة النووية المستخدمة لأغراض سلمية». ولفت الي رغبة دول عربية في امتلاك طاقة ذرية، مؤكداً «استعداد ايران لوضع خبراتها في هذا المجال أمام تلك الدول». في غضون ذلك، اعتبر النائب الإيراني كاظم جلالي ان معاهدة خفض الأسلحة النووية الاستراتيجية (ستارت - 2) التي صادقت عليها الولاياتالمتحدة وروسيا أخيراً، تتعارض مع معاهدة خفض الأسلحة النووية. وقال: «معاهدة ستارت الجديدة بين أميركا وروسيا تتعارض مع المعاهدة النووية، وتشرّع تطوير أجيال جديدة من الأسلحة النووية». الى ذلك، دعا الرئيس السابق لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (موساد) أفراييم هليفي السلطات الإسرائيلية إلى «وقف التحدّث في شأن التخوّف من إيران». وقال: «على إسرائيل أن تتحدث عن قوتها أمام إيران، لأن إسرائيل منتصرة في الحرب ضد النيات النووية الإيرانية. إسرائيل دولة عظمى في الشرق الأوسط، وعليها أن تتصف بصفتها كذلك». واعتبر أن «إيران تراجعت في كلّ مرة دخلت فيها إسرائيل في مواجهة مع أذرعها، حزب الله و (حركة) حماس، ولم تشارك في المواجهة في شكل مباشر». على صعيد آخر، دان مهمان برست انتقادات هولندا التي استدعت سفيرها في طهران للتشاور، احتجاجاً على إعدام الهولندية من اصل ايراني زهراء بهرامي الشهر الماضي، بتهمة الاتجار بالمخدرات. وقال: «من المؤسف حقاً أن تدافع هذه الدول التي تدعي انها متحضرة وتقدّم نفسها على انها مدافعة عن حقوق الانسان، عن ملفات تتعلق بمجرمين وخونة ومهربي مخدرات». واضاف: «الرأي العام العالمي سيحكم ليعرف من هو البلد المتحضر. بلد (ايران) قدّم اربعة آلاف شهيد لمكافحة المخدرات، او بلد يدافع عن شخص دين بتهريب المخدرات في هولندا وفي بلدنا». يأتي ذلك بعدما اتهم وزير الخارجية الهولندي أوري روزنتال طهران بالتصرف في شكل «غير حضاري»، لرفضها تسليم جثة بهرامي لعائلتها، ودفنتها على بعد 400 كلم من طهران، في غياب أسرتها. وفي إشارة الى «مجاهدين خلق» أبرز تنظيم معارض للنظام الإيراني في الخارج، اتهم مهمان برست «هولندا والدول الغربية بدعم مجموعات ارهابية قتلت اكثر من 12 الف شخص (في ايران)، وبأنها اصبحت ملاذاً للمجرمين والمهربين والإرهابيين». الى ذلك، أعربت عائلتا الأميركييْن شاين باور وجوش فتال عن أملهما في أن يؤدي مثولهما أمام محكمة ثورية في طهران الأحد الماضي بتهمة التجسس ودخول الأراضي الإيرانية في شكل غير شرعي، في إطلاقهما قريباً. وورد في بيان للعائلتين: «نحن سعداء بإتاحة فرصة لشاين وجوش لشرح براءتهما أمام المحكمة، ونأمل بأن تسوي السلطات الإيرانية قضيتهما كي يتمكنا أخيراً من العودة الى منزليهما، بعد 18 شهراً من الاعتقال والحبس الانفرادي. نصلّي كي تسود الحقيقة والعدالة. وما زلنا نخشى على صحتهما بعد احتجاز طويل» اما الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي فقال ان الإدارة الأميركية «تواصل دعوة الحكومة الإيرانية الى اطلاقهما». في أنقرة، أكد وزير الدولة التركي للشؤون التجارية ظافر تشاغليان ان «العقوبات الأميركية على إيران تلزم الولاياتالمتحدة فقط. وتركيا ستتبع أوامر الأممالمتحدة في ما خص عقوباتها على إيران». وقال: «إيران وتركيا تتمتعان بعلاقات قديمة تمدّ جذورها عميقاً في التاريخ، وبينهما علاقات جوار ستدوم إلى الأبد».