أكد مختصون في القطاع السياحي والتسويقي أن المشروع الذي أطلقه نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان يعتبر أحد مقومات السياحة الطبيعة، إذ تمتلك المملكة طبيعة خلابة على سواحل البحر الأحمر، ومنها المنطقة التي أعلن ولي العهد تطويرها ودعهما، إذ تعتبر السياحة رافداً اقتصادياً مهماً سيولد فرصاً في شتى المجالات، سواء الوظيفية أم الاستثمارية. وأشاروا إلى أن المنطقة التي سينفذ عليها المشروع تتميز بأنها خام وسهل تخطيطها من جديد، وتمنوا توفير سبل النجاح لذلك وتجهيزها بكل ما يختص في خدمة السائح واستغلال طبيعة المنطقة بالأنشطة البحرية المعروفة، وجعلها منطقة استقطاب للسياحة البحرية. ووفقاً لبيانات البنك الدولي، فإن السعوديين ينفقون في المتوسط أكثر من 20 بليون دولار سنوياً على السياحة الخارجية، واحتلت المملكة المرتبة ال14 عالمياً من حيث إنفاقها على السياحة بالخارج، بقيمة 25 بليون دولار عام 2014. وأكد المستشار التسويقي المهتم بالقطاع السياحي الدكتور ماجد السقاف أن المشروع السياحي الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان على البحر الأحمر يعد أحد المشاريع المهمة لتحقيق رؤية المملكة 2030، ونقلة نوعية في الجوانب الترفيهية والسياحية والاستثمارية، والتي بدورها ستخلق وظائف نوعية للشباب وجلب استثمارات عملاقة في السياحة والترفية وخفض نسبة البطالة، ولكي ينجح المشروع لا بد من عمل خطة تطويرية لسكان هذه المناطق عن أهمية السياحة وطرق التعامل مع الزوار وتوفير البنية التحتية اللازمة لتواكب المنطقة التطور المزمعة إقامته هناك، وأشار إلى أن هذا المشروع سيعزز خطة الاستقرار الاقتصادي ويصب في خدمة الوطن والمواطن. ولفت إلى أننا نفتقد مشاريع تتوافق مع فكرنا وطبيعتنا وأتمنى أن يقوم المشروع من هذه النقطة فيصبح هناك مناطق للسائح الأجنبي ومناطق لنا كمواطنين، بحيث يتم توفير شواطئ خاصة للعائلة الواحدة تتسم بالخصوصية، وشواطئ أخرى للشباب، وشواطئ خاصة بالسيدات، والتي توجد أصلاً في دول عربية أخرى وعليها إقبال منقطع النظير. وأضاف السقاف أن فهم التركيب السكاني والذي سيستخدم هذه المرافق وفهم حاجاته سيزيد من فرص النجاح الباهر والأهم زيادة ثقافة معنى الضيافة والتعامل مع الزوار لدى سكان المنطقة والوقت كافٍ لتطوير ذلك. وأوضح أن المنطقة التي سينفذ عليها المشروع تتميز بأنها خام وسهل تخطيطها من جديد، وتمنى توفير سبل النجاح لذلك وتجهيزها بكل ما يختص في خدمة السائح واستغلال طبيعة المنطقة بالأنشطة البحرية المعروفة، وجعلها منطقة استقطاب لسياحة بحرية تتوافق مع شريعتنا من دون المساس بجودة العمل، وقد تكون أول منطقة في العالم للسياحة البحرية التي تتوافق مع منهج الشريعة الإسلامية، ومنطقة استقطاب للعائلات المحافظة التي لا تحبذ السياحة البحرية بسبب عدم توافر الخصوصية لها. وأكد السقاف مراعاة الكلفة ودخل الفرد عند عمل الدراسات، حتى لا يتعرض المشروع لعوائق لا تظهر إلا بعد التنفيذ. من جهته، قال المتخصص في القطاع السياحي محمد المعجل إن المشروع سيكون وجهة سياحية، إذ يقع على أكثر من 50 جزيرة سياحية بين أملح والوجه، وسيشمل مطاراً برياً وميناء بحرياً وشبكة نقل برية وبحرية، كذلك سيشمل محمية طبيعية وبراكين خاملة وبرامج للغوص والشعاب المرجانية، وكذلك قربها من مدائن صالح والشواطئ الرملية. وأكد المعجل أن المشروع سيجذب السواح من مختلف بلدان العالم، من خلال تأشيرات مباشرة، سواء من مكان الوصول أم من الانترنت، متوقعاً أن يكون هذا المشروع من أفضل المنتجعات حول العالم وسيجذب أفضل المستثمرين والمشغلين العالميين، وسيخضع لتعليمات وقوانين خاصة تجذب السواح من مختلف بلدان العالم. إلى ذلك قال رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالعاصمة المقدسة ماهر جلال أن مشروع البحر الأحمر يعد أول مشروع سياحي بمفهوم المدن السياحية الجاذبة التي يخطط لها بأن تكون أحد نقاط الجذب السياحي بما تملكه من مقومات طبيعية ثرية تحقق فرصاً كبيرة لنجاح المشروع . وأشار إلى أن رؤية المملكة 2030 حفزت الجميع للبحث عن الفرص بطريقة غير تقليدية وسمحت بطرح المبادرات للخروج من الطريقة التقليدية في الاطروحات، مبيناً أن من أهم عوامل نجاح مثل هذه المشروعات أن يتحقق للمستثمرين نسب أشغال ممتازة تسهم في جدوى الاستثمار وتقديم الخدمات بأسعار مناسبة ومنافسة، من خلال منحه مرونة الوصول دون باقي المواقع لكي لايتحجم الوصول للمشروع لأنظمة تأشيرات الدخول الأخرى ( العمل والتجارية ) التي لها متطلبات مختلفة، حيث يتحقق للمشروع مرونة ولا يؤثر على باقي المناطق . وأبان أن المشروع سيسهم في زيادة الإنفاق داخل دورة الاقتصاد الوطني مما يزيد في الناتج المحلي ويجلب فرص عمل وينشئ فرصاً استثمارية في العديد من القطاعات سواء السياحية المباشرة والنقل الجوي والبحري وفرص خدمية عديدة . وقال: إن من أهم مقومات نجاح هذه المشروعات التي لم يغفلها الطرح الأولي للمشروع هو مشاركة أهل الاختصاص ولعل منحهم تسهيلات لبدء وانطلاقة المشروع أمر حيوي مهم، ومحفز لتأسيس شركات جديدة لمستثمرين محليين ومستثمرين أجانب يملكون المعرفة لتطوير هكذا منصات استثمارية متعددة، مبيناً أن المشروع سيكون محط أنظار السياح بمنطقة الشرق الأوسط .