واشنطن- «نشرة واشنطن» - قد تصبح حركة السير على الطرق الأميركية قريباً أقل ضرراً للبيئة. إذ حضّ الرئيس الأميركي باراك أوباما، في خطابه عن «حال الاتحاد» الذي ألقاه في 25 كانون الثاني (يناير) الماضي، الولاياتالمتحدة على أن تصبح أول دولة تملك مليون سيارة كهربائية. وأعلنت إدارته عن مبادرات عدّة، وأنها ستطلب من الكونغرس تمويلها في موازنة عام 2012، للمساعدة في تشجيع هذا القطاع. والسيارات الأنظف هي جزء من خطة الحكومة الفيديرالية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وإنشاء صناعات «نظيفة»، كما توفر فرص عمل جديدة. وشكك خبراء في واقعية الهدف الذي حدده الرئيس أوباما في خطابه، نظراً الى أن سوق السيارات الكهربائية لا تزال في مراحلها الأولى. ويشير تقرير جديد ل «جامعة إنديانا» الى ان أهداف الإنتاج لشركات صنع السيارات لن تكون كافية لإنتاج مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2015، لأن الطلب عليها لا يزال ضعيفاً. وقال رئيس اللجنة التي كتبت التقرير المسؤول التنفيذي السابق في شركة «فورد موتور» للسيارات، غورميندر بيدي: «نحن نعتقد أن السيارات الكهربائية المهجّنة فكرة حان وقتها... من الواضح أن التكنولوجيا تحتاج إلى مضاعفة الاستثمار في الوقت والطاقة والمال من قبل الحكومة وصناعة السيارات، قبل أن تصبح هذه السيارات جزءاً من التيار السائد في السوق». وأوضح مؤسس موقع «بلاغ إين كارز»، رئيس تحرير براد بيرمان، أن اثنين من السيارات الكهربائية الأولى التي تستهدف السوق الإجمالية، ك «تشيفي- فولت» و «نيسان- ليف» نالت تقارير إيجابية جداً. وأن «معظم التوقعات تشير إلى أن مبيعاتها سترتفع من عشرات الآلاف سنوياً في السنة الأولى أو الثانية، إلى مئات الآلاف بحلول عام 2013». وتابع: «في حين أن من الصعب التكهّن بالعدد الدقيق، فإن هذين الطرازين وحدهما سيجعلاننا نتخطى علامة منتصف الطريق باتجاه هدف المليون سيارة». وأكد ان عدداً من الطرازات الإضافية ستُطرح في السوق خلال العامين المقبلين، ما يؤدي إلى زيادة عددها الإجمالي. كلفة مرتفعة ولأن السيارات الكهربائية، كما السيارات الهجينة التي تعمل بالوقود والكهرباء معاً، لا تزال أغلى ثمناً من سيارات الوقود العادية، فلا يزال الكثير من المستهلكين الأميركيين غير قادرين على تحمّل كلفتها. لذلك، فإن إحدى المبادرات في مشروع الموازنة الجديدة تتمثل في إجراء حسم بقيمة 7500 دولار للسيارة الكهربائية. إذ يمكن للمستهلكين المطالبة بحسم ضريبي قدره 7500 دولار، لكن لن يكون متاحاً قبل شهور. وبموجب خطة الحسم، فإن طراز عام 2011 لسيارة «تشيفي- فولت» قد يكلف نحو 33 ألف دولار، ويمكن لسيارة «نيسان- ليف» لعام 2011 أن تكلّف 25 ألف دولار. وسيطلب أوباما 10 ملايين دولار لمنحها إلى المجتمعات الأهلية التي تشجع على التحوّل إلى استخدام السيارات الكهربائية، عبر بناء مسارات خاصة على الطرق ومواقف خاصة لهذه السيارات وتدريب الناس على العمل في صناعة تكنولوجيا السيارات المتقدّمة. وتبقى البطاريات المكلفة التي تعمل فترة قصيرة نسبياً للسيارات الكهربائية، عثرة كبيرة أمام تطوير سوقها. لذلك، تطلب إدارة أوباما من الكونغرس زيادة التمويل بنسبة 30 في المئة لأبحاث تطوير السيارات الكهربائية، لتحسين مدة خدمة البطارية وقدرتها. وقال نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن خلال زيارة قام بها إلى شركة «إنر وان» للبطاريات في إنديانا: «سنحصل على بطاريات تخدم لمسافة 483 كيلومتراً لكل شحنة واحدة، بكلفة 10 دولارات، بدلاً من 50 دولاراً ثمن وقود للمسافة ذاتها». وتلقّت هذه الشركة منحة بقيمة 119 مليون دولار من وزارة الطاقة الأميركية في عام 2009 لتوسيع نطاق إنتاجها من بطاريات أيونات الليثيوم. وأشار ناطق باسم الشركة ان الاستثمارات ستسمح للشركة بزيادة الإنتاج إلى 60 ألف بطارية كهربائية للسيارات سنوياً، وإلى مضاعفة اليد العاملة فيها ثلاث مرات إلى 1400 شخص بحلول عام 2013، اعتماداً على الطلب. وأوضح بيرمان إن سعر الوقود هو الذي سيحدد تطور سوق هذه السيارات الجديدة في نهاية المطاف. وأضاف: «في حال ارتفعت الأسعار في محطات الوقود إلى 4 أو 5 دولارات للغالون (3.8 ليتر)، فقد يتزاحم المستهلكون على السيارات الكهربائية، التي يمكن أن تعبأ بالوقود بما يعادل دولاراً واحداً للغالون». ويعتقد الكثير من الخبراء أن مبيعات السيارات الكهربائية سترتفع كثيراً في السنوات المقبلة، بخاصة عندما تنخفض أسعار السيارات مع تقدم تكنولوجيا إنتاجها. وتتوقع شركة «بايك ريسيرش» للأبحاث والاستشارات التي تركز على التكنولوجيا الصديقة للبيئة، نزول 835 ألف سيارة كهربائية أو سيارة هجينة الى الطرقات الأميركية بحلول عام 2015. وهذه الزيادة ستكون كبيرة جداً في غضون سنوات قليلة. وأعلنت شركة «جنرال موتورز» في أواخر كانون الثاني الماضي، أنها ستسرّع إنتاج سيارة «تشيفي- فولت» استجابة لتزايد اهتمام الزبائن. وقال المسؤول التنفيذي للتسويق ريك شيدت: «إننا نسرّع خطة الإطلاق كي تكون سيارات «فولت» موجودة في كل وكالات «شيفروليه» المشاركة معنا في كل ولاية بحلول نهاية العام الحالي». ونقلت الشركة عن أحد الموزّعين في ولاية ميريلاند الأميركية أنه أصبح يتلقى استفسارات جدّية عن هذه السيارات من حوالى 10 زبائن في الأسبوع.