لطالما اتهمت السلطات المصرية جماعة «الإخوان المسلمين» (المحظورة) بالتورط في مؤامرات ل «الاستيلاء» على نظام الحكم، كما استخدمتها كفزاعة للمجتمع الدولي للتملص من استحقاقات الإصلاح. لكن الوجود «الإخواني» بات اليوم ملحوظاً بقوة في «ميدان التحرير»، على رغم أنها كانت في بادئ الأمر مترددة في المشاركة في «يوم الغضب». أما وأنها كانت أحد أطراف الحوار الذي أجراه نائب الرئيس عمر سليمان، فكان يجب معرفة رؤيتها لسيناريوات الخروج من الأزمة المصرية. سألت «الحياة» نائب المرشد الدكتور رشاد البيومي عن نتائج لقاء وفد «الإخوان» بعمر سليمان، فأجاب: «بحسب المؤشرات الأولية لا شيء عملياً حدث. مجرد وعود وتعهدات بالإصلاح لكنها لا تزال قيد التنفيذ، ولابد من وجود نية صادقة للتطبيق». وشدد على «أننا مستمرون في الحوار. مثلنا مثل غيرنا من القوى السياسية في مصر. لكن لم يتم تحديد موعد آخر. وفي الوقت ذاته إذا لم نر تطبيقاً للوعود التي تلقيناها على أرض الواقع سيكون موقفنا هو الانسحاب لعدم جدية السلطة». وعن سبب تغيير «الإخوان» موقفهم بعدما شددوا في البداية على «رحيل» الرئيس حسني مبارك قبل إجراء أي حوارات، أوضح بيومي: «ما زال موقفنا كما هو، ونقول إنه يجب أن يرحل النظام الحالي بكل مكوّناته: الرئيس وحكومته والبرلمان. ولا تنازل عن هذا الأمر. ولكن في الوقت ذاته إذا كانت السلطة تقول إن وجود مبارك ضروري دستورياً لإجراء الإصلاحات. فيجب عليها أيضاً أن تسرّع في إجراءاتها. ومن الممكن أن نجد قرارات تحدث الآن مثل إلغاء قانون الطوارئ وحل البرلمان المزور. والإسراع في تعديل الدستور. هذه الإجراءات ستعيد ثقة الناس بالنظام. وتثبت جدية الحوار. القضية هي قضية مطالب ويجب على السلطة الاستجابة إليها». وسُئل عن اتهام «الإخوان» بأنهم يحاولون «البحث عن دور» و«القفز على الثورة»، فرد: «هذا الكلام فارغ. لسنا جاهزين للقفز على كل شيء. ونحن لسنا اللاعب الأساسي في الملعب السياسي المصري. هذه المزاعم يروجها النظام ليجعل من الإخوان فزاعة لعله يقول إذا تخليت عن السلطة سيكون الإخوان البديل. وهذا الأمر غير حقيقي. جماعة الإخوان ليس لها أجندات خاصة إنما تتبنى المطالب التي رفعها الشباب في ميدان التحرير ولطالما طالبنا بها نحن وكل القوى السياسية في مصر طوال العقود الماضية». وهل يقبلون بالدكتور محمد البرادعي قائداً لمرحلة انتقالية، أجاب: «لم نبحث في هذا الأمر. نحن نقف خلف أطروحات البرادعي وأفكاره الإصلاحية منذ البداية. لكن مسألة دعمه كقائد للدولة أو زعيم للمسيرة غير مطروحة الآن، ولم نبحثها. علينا الخروج من الأزمة الراهنة بعدها البحث في الأسماء». وهل طُلب منهم الحديث مع الشباب في ميدان التحرير، فال: «لم يُطلب منا ذلك، ولن نقبله. وليس من حق أحد أن يطلب من الشباب الخروج من الميدان. هذه مشاعر ناس ووجهات نظر لا بد من الاستماع إليهم». وتابع أن «النظام المصري دأب على الترويج ل «فزاعة الإخوان» ونحن نعلنها صراحة: لن نترشح في الانتخابات الرئاسية. ولسنا طلاب سلطة. ولا يعنينا أن نكون أعضاء في الحكومة المقبلة. والنظام المصري كان غير أمين في اللعب بورقة الإخوان مع المجتمع الدولي لأنه كان حريصاً على أن يثبّت أقدامه في السلطة ونعلنها أن ما يُروّج في حقنا ليس صحيحاً». وتابع أن «من حقنا أن نعلن عن رأينا وأن نكون جماعة لها شرعية الوجود. وبلا شك نحن نسعى إلى نيل شرعية الوجود على الأرض وأن يكون لنا دور بعد السنوات الماضية. وكلمة «المحظورة» هي كلمة استحدثها النظام وهي ليس لها أصل قانوني ولا دستوري. لكننا نستمد شرعيتنا من الوجود في الشارع».