كثفت السلطات الأسترالية تدابير أمنية مشددة في المطارات، بعد إحباطها مخططاً إرهابياً «ضخماً» استلهم أساليب تنظيم «داعش»، لتفجير طائرة مدنية وقتل ركابها بقنبلة أو بسمّ. وتتابع السلطات تحقيقاتها مع أربعة موقوفين من أصل لبناني، وتواصل بحثها عن مشبوهين، وفق «بنك» معلومات يملكه جهاز الاستخبارات الأسترالي وقوى الأمن الأخرى، والتي كانت توحّدت قبل نحو عشرة أيام في إطار وزارة عملاقة جديدة، استُحدثت لمواجهة التهديدات الإرهابية ومنح الجيش صلاحيات واسعة للتدخل عند الحاجة. ونقلت وسائل إعلام عن مصادر أمنية أن الموقوفين الأربعة من أصل لبناني، وهم رجلان مع نجليهما، مشيرة إلى أنهم أقارب من طريق الزواج. وأضافت أن الوالدين في الأربعينات من العمر، وسجلّيهما نظيفان ولم يكونا معروفين لدى أجهزة الأمن. والموقوفون الأربعة هم خالد وعبد مرعي وخالد ومحمود خياط، وأتاح قاض للشرطة احتجازهم من دون توجيه اتهامات إليهم، لسبعة أيام منذ توقيفهم السبت الماضي خلال حملات دهم في ضواحي سيدني. وأفادت معلومات بأن التخطيط للعملية تم في سورية، وإسقاط الطائرة كان سيتمّ بتسميم ركابها بالغاز أثناء تحليقها في الجوّ، أو باستخدام فرّامة لحم يدوية بعد حشوها بمتفجرات مغطاة بنشارة خشب، ودسّها في حقيبة يد بين الأمتعة، على طائرة شرق أوسطية يُرجّح أن تكون متّجهة من سيدني إلى مطار دبي. وأوردت صحيفة «ذي أستراليان» أن الآلة «ليست تقليدية» ويمكن أن ينبعث منها غاز سام قد يؤدي إلى مقتل أو شلّ حركة جميع الركاب. وأضافت أن أجهزة الأمن الأسترالية لم تكن على علم بالعملية إلا الأربعاء الماضي، عندما تلقت تحذيراً استخباراتياً من جهة خارجية لم يُكشف عنها. وقال مفوّض الشرطة الأسترالية الاتحادية أندرو كولفن: «نعتقد أننا عطّلنا محاولة ذات صدقية لمهاجمة طائرة، عبر تحويل أداة عادية إلى قنبلة، ما يعزّز رواية فرّامة اللحم. وفي ما عدا ذلك، تبقى التكهنات مجرد تكهنات». وذكر وزير العدل مايكل كينان أن الخطط كانت «متقدمة جداً»، متحدثاً عن «خطة لإسقاط طائرة من خلال تهريب جهاز على متنها». وأشار إلى أن السلطات أحبطت 12 هجوماً خلال السنوات الأخيرة، ووجّهت اتهامات إلى 70 شخصاً. وتابع: «ما زال أشخاص يتحركون بمفردهم يشكّلون التهديد الأول لأستراليا، ولكن تُشكّل أيضاً قدرة أفراد على وضع خطط لشنّ هجمات متطورة، تهديداً حقيقياً». وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنبول إحباط «مؤامرة إرهابية لإسقاط طائرة»، متحدثاً عن «عملية ضخمة كان التخطيط لها متقدماً». واستدرك داعياً إلى «احترام خصوصية التحقيق»، وزاد: «سنعرف المزيد في الأيام المقبلة، وستكون هناك مزاعم بوجود دوافع إسلامية إرهابية متطرفة. في عصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والرسائل الإلكترونية الفورية، لم تعد سورية بعيدة من سيدني. هنا خطورة الوضع: التعاون السلس». وطمأن مواطنيه إلى أن استراليا تتمتع ب «أجهزة استخبارات جيدة جداً»، وتابع: «تحرّكنا بسرعة كبيرة في هذا المجال، والنتائج مناسبة». إلى ذلك، أعلنت النيابة العامة الفيديرالية في ألمانيا أن فلسطينياً قتل شخصاً طعناً وجرح ستة آخرين بسكين في سوبرماركت في هامبورغ، قرّر قبل يومين من الهجوم الجمعة الماضي، «تبنّي نمط حياة مشابه» لمعتقداته المتطرفة، وأن «يرتكب اعتداءً على أمل أن يموت شهيداً». وذكرت أن لا مؤشرات إلى أن الشاب، ويُدعى أحمد (26 سنة)، ينتمي إلى تنظيم «داعش» أو تواصل مع تنظيمات متشددة، واستدركت: «يبدو أن هناك خلفية تطرف إسلامي في الحادث، وتؤكد التحقيقات أن المتهم كان متطرفاً».