أكد السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي أن بلاده «ستبقى مستمرة في وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة الشريفة التي حققت اعظم الانتصارات على العدو الصهيوني». وشدد على أن «ثورة الشعب الإيراني التي قدِّم في سبيل قيامها وانتصارها على مذبح الشهادة مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين مستمرة اليوم»، مؤكداً أن بلاده «غير آبهة بكل الضغوط الدولية من تهويل وضجيج لم يؤثرا يوماً في مسيرة إنجازاتها من اجل خدمة الشعب الإيراني وتحقيق أمانيه الوطنية والإسلامية». كلام ابادي جاء خلال احتفال أقيم في مركز باسل الأسد الثقافي في صور أمس، لمناسبة الذكرى 32 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران في حضور النائبين نواف الموسوي وعبد المجيد صالح، الرئيس السابق لحزب «الكتائب» كريم بقرادوني، رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد وشخصيات. وألقى الموسوي كلمة «حزب الله»، فرأى أن «الثورة الإيرانية ارتكزت إلى جملة من المبادئ في أن لا تفاوض بين الثورة والنظام الذي تسعى إلى تغييره، لأنه لا معنى للتفاوض بين الثورة والنظام، فهي لا تستهدف تغييراً في الرموز وإنما تسعى إلى تغيير النظام». واعتبر أن «أي حديث عن الفراغ ليس إلا ذريعة يتذرع بها الاستبداد ليديم بقاءه، لأن شعباً قادراً على تحقيق الثورة وإنجاحها، قادر على إقامة الدولة والمضي بها إلى آفاق غير محدودة»، مشيراً إلى أن «الثورة الإيرانية تمكنت من إحداث تغيير كان المفتاح إلى تحقيق التغيير الدولي كما إلى التغيير في المنطقة، وأن قيام الثورة الإسلامية في إيران افقد الإدارة الأميركية واحدة من اهم أركان السيطرة على المنطقة، كما أن ما لحق من تغييرات بسبب الثورة والفكر الذي استولدته لا سيما المقاومة الإسلامية في لبنان أدى إلى تغيير وجه المنطقة». وقال: «لبنان اختار مثلث القوة والصمود، الشعب والجيش والمقاومة، ومع التغيير الذي بدأ على مستوى السلطة التنفيذية، فإننا أمام افق جديد لمصلحة لبنان، نعمل من خلاله على أن تتوحد طوائف لبنان ومذاهبه وأن يتعزز العيش المشترك بعيداً من الوصاية الأجنبية عليه وعلى خياراته». وألقى صالح كلمة حركة «أمل»، ورأى في مبادئ الثورة التي خطها الإمام الخميني «أنموذجاً رائداً في إدارة الحكم الحكيم الذي ابتعد من التوريث بل أعطى أصحاب الكفاءات والخبرة مجالاً ودوراً في خدمة الشعب». واعتبر أن «نهر النيل خرج وطاف وأن الشعب في مصر يفيض الآن ويحمل الخير والبركة والبشائر ويستعيد الهوية وعلاقته بفلسطين، بعدما تحولت أنظمة الاعتدال إلى جوقة من الأنظمة المطبلة والمطبعة مع إسرائيل»، مشدداً على «أن الرهان على الفتنة وعلى الهزيمة وعلى شرق أوسط كبير قد ولى وسقطت معه كل الشعارات الهزيلة، وأن صورة لبنان وهويته المقاومة التي يحاول البعض أن ينخرها وأن يفرغها من محتوياتها الإنسانية ستبقى شعلة للمقاومين الأحرار والتحرير». وتحدث سعد، مؤكداً أن «موجة التغيير التي تجتاح البلدان العربية أثبتت، أن أنظمة الاعتدال التي راهنت عليها الدول الاستعمارية ليست أكثر من أنظمة كرتونية». وأضاف: «بات من الواضح للجميع أن بقايا قوى 14 آذار في لبنان ليست سوى تابع هزيل لأنظمة الاعتدال، بعدما سلمت قرارها لواشنطن وانخرطت في المؤامرة الأميركية الصهيونية التي تستهدف تفجير السلم الأهلي في لبنان، وإشغال المقاومة عن دورها في التصدي للعدو الصهيوني». ورأى أن «قوى المعارضة والمقاومة نجحت في إسقاط (الرئيس سعد) الحريري من رئاسة الحكومة وهي تسعى إلى تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على مواجهة التآمر على المقاومة بواسطة المحكمة الدولية». وشدد بقرادوني على أن «القيادة الخمينية أنقذت الثورة من مطبات وفخاخ ومؤامرات داخلية وخارجية عدة، وجاءت لتحقق تقدماً واضح المعالم على مختلف المستويات، لا سيما على مستوى امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية، فتحولت إيران بقيادة الإمامين من شرطي للخليج بإمرة الولاياتالمتحدة الأميركية إلى لاعب إقليمي لا يمكن تخطيه في الحرب ولا في السلم»، معتبراً أن «الثورة الإسلامية هي قبلة الثورات، وقد ارسى ثباتها على مبادئها روح التغيير التي تهب على الشرق الأوسط».