تطلّ أكثر من 10 دول عربية وأوروبية، كضيوف بمطابخها وأكلاتها على الرياض، إذ تتجوّل في أماكن مختلفة من العاصمة، للتعريف عن نفسها وإشراك الآخرين معها، وسط أجواء تعكس ثقافة وبيئة الدولة المقدّمة، إذ تحضر على هامش استعراض الأكلات التي تشتهر بها كل دولة من الدول المشاركة، مجموعة من العروض الفلكلورية المعبّرة عن هوية كل منها. ويأتي هذا العرض خلال مهرجان الرياض للمأكولات، الذي انطلقت فعالياته يوم الخميس الماضي، ويستمر حتى العاشر من شباط (فبراير) الجاري، برعاية من الهيئة العامة للسياحة والآثار، تحت شعار «تجربة سياحية فريدة»، ويقدّم المهرجان عروضه المتنوّعة في عدد من فنادق الرياض، إذ يستقبل كل مطبخ من بين المطابخ العشرة، زواره من مختلف الفئات، ليعرض أمامهم أصنافاً عدة لها خصوصيتها في الدولة المضيفة، وتُقدّم إليهم بالشكل الذي يتناسب مع عاداتها وتقاليدها، كالمطبخ اللبناني والمغربي والإيطالي والإسباني والفرنسي والشرق آسيوي، وغيرها من المطابخ التي تحظى بقبول شعبي واسع، وتهدف إلى ترسيخ وجودها وقابليتها، وتوثيق العلاقة التي تجمعها بالمواطن السعودي. ويشكّل بدء المهرجان مع بداية إجازة الربيع، أمراً مشجّعاً لتهافت الكثير من الزوار لجميع الفنادق التي تقام عليها الفعاليات، إذ بدا ذلك واضحاً مع اليوم الأول، الذي سجّل ارتفاعاً كبيراً من الزوار، من مختلف الجنسيات، فيما تُمثّل حداثة الفكرة التي أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والآثار، عاملاً جاذباً لمعايشة الأجواء المرتبطة بالمهرجان، إذ يعتبره البعض مساهماً بفعالية في تنشيط الحركة السياحية في الرياض، وإبراز جزء من ثقافات بعض الدول وحضارتها، وتوفير أجواء جديدة ومناسبة للأفراد والأسر. وأكدت مسؤولة العلاقات العامة والإعلام في المهرجان سماح فيصل، أن المهرجان يأتي انطلاقاً من الرغبة بإيجاد حركة سياحية ذات فعالية في الرياض، وتظهر بشكل جديد ومغاير عن المعتاد، مشيرة إلى أن المأكولات التي تُعرف بها دول العالم، تعكس ثقافتها وطبيعتها، «وبناء على ذلك جاء إطلاق مهرجان الرياض للمأكولات». وقالت في حديث ل «الحياة»: «يُعدّ هذا المهرجان الأول من نوعه على مستوى المنطقة، وعملنا على إيجاده بهدف تنويع الفعاليات والأنشطة التي تقدّم خلال الإجازات، وخلال مهرجان الرياض للمأكولات وجدنا إقبالاً كبيراً من الزوار من فئات مختلفة، حتى على مستوى الأطفال الذين خصصنا لهم بعض الفعاليات المصاحبة لعرض المأكولات، إضافة إلى الاهتمام بجانب توفير الأجواء الملائمة لكل مطبخ على حدة، وذلك من حيث الديكورات وطقوس الضيافة، والقائمين بتقديم الطلبات وعرضها للزوار، وبجانب ذلك فإن عروض المهرجان تتم في ثلاثة فنادق مختلفة في وقت متزامن، لإتاحة المجال لأكبر قدر ممكن من الزوار». وأوضحت أنه تم العمل على استقطاب عدد كبير من أبرز الطهاة على مستوى العالم، للمشاركة في المهرجان، لافتة إلى قيام اللجنة المنظّمة بإطلاق موقع إلكتروني، يتيح لزواره التعرّف على المهرجان، وتفاصيله، وجدول فعالياته وأماكنها، مؤكدة أن تجربة هذا العام مشجّعة للتكرار في الأعوام القادمة. بدوره اعتبر أحد زوار المطبخ الآسيوي فيصل اليحيى، أن المهرجان يتميّز بكونه تجربة لم يتم إطلاقها من قبل، مشيراً إلى أن مطاعم الرياض تعتبر من أبرز الأماكن التي يحرص عليها زوارها، الأمر الذي يعني أن تجربة إطلاق مهرجان متخصص بالمأكولات ستجد قبولاً واسعاً. وأضاف ل «الحياة»: «علمت عن هذا المهرجان بالمصادفة، وبحثت عن الأماكن التي يتم فيها تقديم العروض، وعند زيارتي لأحدها وجدت تنظيماً جيّداً، وعروضاً أشعرتني وكأني أتواجد في قلب الدول المضيفة». أمّا ابتسام العقيلي، فترى أن اختيار هذه الفترة تحديداً لإطلاق المهرجان مناسبة، مرجعة ذلك إلى قِصر إجازة الربيع، ما يعني ضرورة إيجاد مثل هذه الفعاليات التي لا تتجاوز فترتها عادةً أكثر من أسبوع. وقالت ل «الحياة»: «فترة الإطلاق جيّدة جداً، إذ يمكن بذلك توافد أعداد كبيرة من سكّان الرياض وزوارها، بعكس بعض المهرجانات الأخرى التي لا تراعي عامل التوقيت في إطلاقها، وبرأيي أن التوقيت أعطى فكرة المهرجان تميّزاً، وأسهم في معرفة الكثيرين له».