حضت الولاياتالمتحدة الأميركية حكومة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على مواصلة العمل من أجل تحقيق التسوية السياسية عبر الحوار، وتنفيذ الإصلاحات التي اقترحها الأسبوع الماضي امام مجلسي النواب والشورى، لتفادي أي اضطرابات محتملة. وأفاد بيان صادر عن السفارة الأميركية في صنعاء، أمس، «تحدث الرئيس أوباما مع الرئيس علي عبدالله صالح الأربعاء الماضي، كما بعثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون رسالة إلى الرئيس صالح الخميس حضته فيها على مواصلة العمل من أجل تحقيق التسوية السياسية عبر الحوار، وتنفيذ الإصلاحات التي اقترحها». وشددت كلينتون على دعوة أحزاب المعارضة اليمنية الى تجنب «الأعمال الاستفزازية»، وطالبت «التجاوب البناء مع مبادرة الرئيس صالح لحل الخلافات عبر الحوار والتفاوض». كما دعت «جميع الأطراف إلى مواصلة الحوار الوطني والعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق يخدم الشعب اليمني ويحظى بترحابه». وجاء في بيان السفارة الاميركية: «تابعنا عن كثب التظاهرات التي جرت في اليمن الأربعاء والخميس، لقد بذلت الأجهزة الأمنية اليمنية جهوداً كبيرة لضبط النفس مع المتظاهرين على رغم وجود تقارير عن حدوث حالات عنف قليلة ومنعزلة خارج صنعاء». وجددت الولاياتالمتحدة حض الأجهزة الأمنية اليمنية والمتظاهرين على تجنب العنف، كما دعت صنعاء إلى «احترام حقوق مواطنيها في حرية التجمع السلمي والتعبير». في السياق ذاته، قالت أحزاب المعارضة اليمنية في تكتل «اللقاء المشترك» إنها لم تتلق أي دعوة رسمية من السلطة للبدء في الحوار أو لتنفيذ المبادرة التي أطلقها الرئيس علي صالح في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشورى الأربعاء الماضي قاطعتها المعارضة. وأكدت الكتل البرلمانية لأحزاب اللقاء المشترك، في بيان أمس، أن «موقفها من مقاطعة أعمال مجلس النواب لا يزال مستمراً حتى يتم إلغاء الإجراءات الأحادية وما ترتب عليها من نتائج، والبدء بالخطوات العملية في تنفيذ بنود اتفاق شباط (فبراير) بين الحكم والمعارضة وما تلاه من اتفاقات وما نتج من هيئة رئاسة اللجنة المشتركة للإعداد والتهيئة للحوار الوطني الشامل». إلى ذلك، توالت ردود الفعل المؤيدة لخطاب الرئيس صالح أمام البرلمان ومبادرته بتجميد مشروع التعديلات الدستورية، والتعهد بعدم الترشح لفترة رئاسية قادمة وعدم توريث السلطة، والدعوة إلى استئناف الحوار بين الحكم والمعارضة، ودعوته إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، حيث أشاد علماء دين يمنيون بهذه المبادرة، وانتقدوا دعوات قوى سياسية معارضة في اليمن إلى الاعتصامات للمطالبة برحيل الرئيس صالح، محذرين من الفوضى وآثارها السلبية على المجتمع. وقال رجل الدين اليمني محمد الشعراني إمام وخطيب جامع الفردوس، أحد أكبر مساجد العاصمة، إنه كان في حالة قلق على أوضاع البلاد في الأيام الماضية، بخاصة بعد «تزايد الاحتقان بين السلطة والمعارضة حتى جاء خطاب الرئيس صالح الاربعاء الماضي ليخفف من هذا القلق». وأضاف «إن خطاب الرئيس تضمن تنازلات مهمة، لكن ذلك لا يكفي ما لم تتبعها خطوات فعلية»، محذراً من أن أوضاع اليمن ليست على ما يرام، وأضاف: «الفساد موجود، والفقر موجود، حتى وصل الامر الى ان هناك نساء يبعن اعراضهن من اجل لقمة العيش». ونصح الشعراني الرئيس صالح بالاستقالة من رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام «ليكون رئيساً للشعب اليمني، وليس لحزب بعينه»، كما دعا الحزب الحاكم وأحزاب المشترك إلى «وفاق وطني يجنب البلاد مخاطر الفتن».