القاهرة - ا ف ب - صرح مسؤول مصري ان مجهولين فجروا صباح السبت انبوبا في مصر يزود الاردن بالغاز، ما اجبر السلطات على وقف الامدادات على قسمي الانبوب اللذين يتوجه احدهما الى اسرائيل. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان المهاجمين فجروا الانبوب في بلدة لحفن في منطقة الشيخ زويد في سيناء. وكان قد تحدث اولا عن الانبوب الذي ينقل الغاز الى اسرائيل. واضاف ان "انبوب الغاز الى الاردن هوجم وامداد اسرائيل توقف". وتدخل الجيش على الفور مع رجال الاطفاء لمنع امتداد الحريق الذي نشب نتيجة التفجير. ولوحظ انتشار امني للجيش في المنطقة بحثا عن الفاعلين. ولم يعرف على الفور من هو المسؤول عن الهجوم او ما اذا كان مرتبطا بحركة الاحتجاج الشعبي التي تطالب منذ 12 يوما برحيل الرئيس حسني مبارك. وقال المسؤول "لا نملك حتى الآن تفاصيل حول ما جرى". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن محافظ العريش ان الهجوم وقع فجرا واستخدمت فيه عبوة ناسفة صغيرة. وادى الهجوم الى اضرار طفيفة بينما تم تطويق الحريق خلال ثلاث ساعات. وقطع تزويد الاردن واسرائيل بالغاز موقتا بموجب اجراءات طارئة، كما ذكرت الاذاعة. وقالت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اجرى مشاورات مع وزير البنى التحتية عوزي لاندو ومسؤولين امنيين. واضافت ان الهجوم لم يؤد الى اضرار في الانبوب البحري الذي ينقل الغاز من العريش في مصر الى مرفأ عسقلان قرب تل ابيب. وتؤمن مصر نحو اربعين بالمئة من احتياجات اسرائيل من الغاز الطبيعي. واكد محافظ شمال سيناء عبدالوهاب مبروك ان الحادث "ناتج عن عمل تخريبي ولم يوقع خسائر بشرية". واعلن المحافظ حسب ما نقل عنه التلفزيون المصري الرسمي بعيد التفجير انه "تم اغلاق جميع محابس انابيب الغاز بالمحطة وتم اخماد السنة اللهب التى تصاعدت جراء الحريق". وفي كانون الاول/ديسمبر وقعت اربع شركات اسرائيلة عقدا بقيمة عشرة مليارات دولار لاستيراد الغاز المصري لمدة عشرين سنة. ويأتي هذا الهجوم بعد ان اعربت اسرائيل عن القلق ازاء تعرقل وصول الغاز المصري اليها بسبب الاضطرابات القائمة حاليا في مصر. وكان متحدث باسم وزير البنى التحتية عوزي لاندو قال الثلاثاء الماضي "نلاحظ مرة جديدة ان الشرق الاوسط ليس منطقة مستقرة وعلينا ان نتحرك لنضمن الا يكون امننا من الطاقة مرتبطا بالاخرين". وتخشى اسرائيل ان يقوم نظام جديد في القاهرة لا يلتزم بمعاهدة السلام معها الموقعة عام 1979. وعلى الرغم من التغطية الاعلامية المتعاطفة مع التظاهرات المضادة لمبارك يبدو ان الاسرائيليين قلقون من ان تؤدي الى انحرافات وانتهاكات اكثر من فتح افاق للحرية في العالم العربي. وافاد استطلاع للرأي نشر الخميس ان 59% من الاسرائيليين مقتنعون بان "نظاما اسلاميا" سيخلف مبارك مقابل 21% قالوا انه سيكون "نظاما علمانيا ديموقراطيا". ويعتقد اثنان من كل ثلاثة اسرائيليين ان سقوط نظام مبارك سيكون له اثار سلبية على اسرائيل. ويؤيد غالبية الاسرائيليين بقاء الوضع الحالي كما هو لانه افضل طريقة للحفاظ على معاهدة السلام الموقعة بين مصر واسرائيل في 1979 في عهد الرئيس السابق انور السادات الذي دفع حياته ثمنا لهذه المعاهدة بعد سنتين على يد ناشط اسلامي. وقوضت المعاهدة التي كانت تهدف اصلا الى التوصل الى تسوية شاملة في الشرق الاوسط في نظر الرأي العام المصري بسبب الاحتلال الاسرائيلي والاستيطان في الاراضي الفلسطينية. وعلى الرغم من السلام "الفاتر" بين الدولتين، شنت اسرائيل حربين على لبنان وواجهت انتفاضتين فلسطينيتين.