الحكاية نفسها تتكرر بتفاصيل تكاد تكون متطابقة لتؤكد تشخيص الجهات السعودية المختصة عن التغرير بالشبان، وإرسالهم إلى مناطق الفتن والاضطرابات. وتلك هي على وجه التحديد حكاية المطلوب في قائمة ال 47 باسم السبيلة (26 عاماً) الذي ذهب إلى العراق من دون إخطار ذويه. وانقطعت أخباره عنهم حتى ورد اسمه في قائمة المطلوبين أمنياً التي أعلنتها وزارة الداخلية السعودية أخيراً. ولم يدر بخلد خلف السبيلة أن يظهر اسم شقيقه الأصغر باسم بعد اختفائه طوال ستة أعوام، ضمن القائمة المذكورة. وقال ل «الحياة» إن شقيقه غادر إلى العراق عن طريق سورية، مروراً بالأردن، في منتصف العام 2005، وأضاف: «كان يدرس آنذاك في مدرسة ليلية متوسطة في محافظة دومة الجندل». وأوضح أن باسم اتصل بهم بعد وصوله إلى العراق بمحادثة مقتضبة وسريعة يبلغهم فيها بأنه وصل إلى العراق. وأكد خلف أن أخبار شقيقه انقطعت تماماً بعد تلك المحادثة اليتيمة. وأضاف: «أبلغنا الجهات المختصة باختفاء باسم فور تلقينا اتصاله، وكنا على تواصل معها لمعرفة مصيره، وكنا نتوقّع أن يعود إلى رشده، بعد مرور تلك السنوات الطويلة منذ اختفائه». وذكر أن عائلته فوجئت بوجود باسم في العراق، وأضاف: «كان شاباً صغيراً تم التغرير به من قبل جهات لا تريد الخير له ولوطنه». وحمّل خلف «جهات مشبوهة» مسؤولية ذهاب شقيقه إلى العراق من دون إذن والديه، وأعرب عن رفض عائلته لتصرف باسم. وأضاف: «تدهورت صحة والديّ بسبب سفر باسم وانقطاع أخباره، وزادت معاناتهما حين تم الإعلان عن اسمه ضمن قائمة المطلوبين».