أوردت وكالة أنباء «رصيف - نيوز» أن أحد مشجعي ريال مدريد أقدم على إضرام النار في جسده بعد مباراة أوساسونا التي مُنيَ فيها الفريق الملكي بهزيمة جعلت أمله في نيل لقب اللّيغا كأمل إبليس في الجنّة. وتفاعلت جماهير الريال مع هذا الشّاب الذي لم يتقبّل هزيمة فريقه، وكان مقرّبون منه، ذكروا أنّه قام بمحاولة انتحار فاشلة بعد الانتكاسة أمام برشلونة. وما أن انتشر الخبر في أحياء مدريد حتى انطلقت ثورة «الفايس بوك» داعيّة إلى مظاهرة كبرى في «ساحة مايور» الشهيرة، مطالبةً برحيل مورينيو. ونقلت وكالات أنباء وفضائيات عن قادة هذه المظاهرة أنها عفويّة، ولا علاقة لأيّ تنظيمات حزبيّة بها، وأنّ مطالبها شرعيّة، لأنّ وعود مورينيو سقطت في الماء بعد أن كبّدَ خزانة الريال أكثر من 500 مليون يورو، وشكّل فريقاً من الفاسدين والفاشلين، الذين أوهموا الجمهور الملكي أنّهم سيجلبون له كلّ الألقاب والبطولات. وكان أول تصريح لمورينيو، ردّاً على هذه المظاهرة، قوله، إنّ من قام بهذه المظاهرة ليسوا سوى مندسّين من الأتلتيكو بسبب تفاوضنا مع الأرجنتيني إيغويرو لضمّه للفريق، وبعض المحرّضين من برشلونة خوفًا من هزيمة في نهائي كأس الملك. ولكنّ هذا التصريح زاد من ضغط المتظاهرين عليه، واعتبروا هذا استفزازاً لهم، وتجاهلاً لمطلبهم برحيله، فرفعوا سقفَ مطالبهم إلى أن يرحل كلّ الفريق، مدرباً ولاعبين وإدارة، وقرّروا البقاء في ساحة مايور إلى أن يرحلَ مورينيو، فخرج عليهم رئيس النادي فلورنتينو بيريز الذي طمأنهم بمعالجة الوضع، والقيام بإصلاحات جذريّة وعميقة، ودعا إلى حوار مع المتظاهرين، لكنّهم تمسّكوا بموقفهم الثابت، أي لا حوار حتى يرحل مورينيو. وصدرت تصريحات عدة، من الاتحاد الأوروبي و«الفيفا» وحتّى من عيسى حياتو وابن همّام مطالبين بضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف لزعزعة استقرار «الليغا»، والحفاظ على مصالح الريال كواحد من أعرق الأنديّة في العالم. وذكرت بعض الأخبار غير المؤكّدة، أنّ بعض العناصر تسللت إلى المتحف التذكاري للريّال بهدف سرقة بعض التحف النادرة ومنها حذاء دي ستيفانو، وقميص بينتو، لكنّ مصالح الأمن أمسكت بهم وحوّلتهم إلى العدالة. تواصل اعتصام المحتجّين على بقاء مورينيو أكثر من أسبوع، ولم ينجح الفريق في إقامة تدريباته اليوميّة، بسبب اعتراض بعض الرّافضين لاستمرار البرتغالي في قيادة النادي، لكنّ بياناً صدَرَ عن اللاعبين يبدونَ تضامنهم مع مدرّبهم، ويبرّرون ذلك كونه يعدّ حالياً أفضل مدرّب في العالم، وأنّ في رصيده كثيراً من الإنجازات والألقاب التي تعزّز أحقيّته بتدريب الريال، وإذا فشل الفريق في تحقيق نتائج فهي مسؤولية الجميع، ولا يمكنُ أن يتحمّلها مورينيو وحده. فزاد هذا البيان من اشتداد القبضة الحديديّة بين إدارة النادي والمتظاهرين الذين قالوا إنّ النار التي أتت على زميلهم لن تذهبَ سدى. وسئل رئيس نادي برشلونة عمّا يحدث في بيت الغريم ريال مدريد فأجاب: «هذا شأن داخلي لا شأن لنا به». وانتشرت أخبار غير مؤكّدة عن هروب بعض أركان النادي الملكي إلى الخارج بعد اتهامهم بعقد صفقات جلب لاعبين فاشلين، أو عاطلين عن العمل، أمثال كاكا. وتحت الضغط المتواصل، أدلى مورينيو بتصريح إلى صحيفة «ماركا» طالب فيه المحتجّين على بقائه، بمنحه فرصة للإيفاء بالتزاماته إلى نهاية الموسم، كما ينصّ على ذلك العقد بينه وبين الريال، وأنه سيقوم بإصلاحات فوريّة، أهمّها حلّ الفريق الحالي، وتعويضه بفريق أكثر احترافيّة، مكوّن من لاعبي برشلونة، ميسي وتشافي، وإنييستا.. فانتقل المحتجّون من ساحةُ مايور إلى ملعب سانتياغو بيرنابيو، وهم يرتدون ألوان برشلونة، ويرفعون شعاره الجديد «العاديون عائدونTorna la gent normal».. وأغلقت مدريد أبوابها. [email protected]