لم يكن من بقوا في مساكنهم في الأحياء المتضررة من «كارثة الأربعاء 2» بأفضل حال من المحتجزين في الطرقات بأمر السيول الجارفة، إذ حين اشتد الخناق هنا وهناك كان الهرب إلى الشقق المخصصة للإيواء واقتحام الفنادق من دون استئذان ملاذ الناس الوحيد التي لم يستطع مسؤولوها رفضهم أو اعتراضهم خصوصاً الذين حوصروا بالقرب منها. ووصف أحمد عيسى مسلمي غرق منزله ولجوئه إلى السكن في شقق الإيواء ب «الفاجعة». وأبان الرجل الذي يعول أسرة مكونة من ثمانية أفراد أن المطر أحتجزه وأسرته داخل سيارتهم في طريق عودتهم إلى منزلهم أثناء سيره على طريق الأندلس ليتم نقلهم إلى قصر الأمير تركي بن فيصل بن عبدالمجيد الذي ظلوا فيه حتى الإثنين الماضي ومن ثم تم نقلهم إلى إحدى الشقق المفروشة في شرق جدة، بعدما دهمت السيول منزله الموجود في حي الجامعة وتسببت في إحداث دمار كبير فيه. وسرد أحد الأطفال في حي غليل فيصل عبده الشبيلي معاناته مع الكارثة موضحا أنه منذ الساعات الأولى لهطول المطر عمد والده إلى أخذه هو وأسرته إلى منزل أحد أقربائهم في كيلو 10، ومن ثم رجع والدنا لتفقد المنزل ليجده غارقا بما فيه من أثاث, ولم يجد بداً من نقلنا إلى إحدى الشقق المفروشة بعد أن مكثنا أياماً عدة مع أقربائنا. بدوره، أوضح أحد العاملين في شقق الإيواء المخصصة للأسر والأفراد المتضررين أن هناك الكثير من المتطوعين الذين يوزعون الوجبات الرئيسة الثلاث على النزلاء المتضررين، إضافة إلى توزيع المستودع الخيري الكثير من الأغطية والوسائد لهم. وكشف مدير فندق «الإنتركونتيننتال» في جدة محمد الرفاعي ل «الحياة» اضطرار إدارة الفندق اتخاذ قرار مساء يوم الكارثة (الأربعاء الماضي) يقضي بفتح قاعة السلطان (داخل الفندق) ووضع 120 سريراً بها 70 سريراً للرجال و50 للإناث وتمكينهم من النوم عليها حتى صباح اليوم التالي (الخميس)، مشيراً إلى أن ارتفاع المياه في منطقة الحمراء في ذلك اليوم أدى إلى لجوء الكثير من المارة وأصحاب السيارات في المناطق المحيطة بالفندق لدخوله والجلوس في بهوه احتماء من منسوب المياه المرتفع، لافتاً إلى أن الفندق قرر عدم أخذ أي أجرة على الذين لجأوا للفندق وقت الأمطار.