يعكف تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر على دراسة الوثيقة التي نشرها موقع «ويكيليكس» حول لقاء رئيس الوزراء نوري المالكي السفير الأميركي السابق في العراق كريستوفر هيل واتهم خلاله لواء «اليوم الموعود» الذي أسسه الصدر عام 2008 بإدخال أسلحة إيرانية إلى العراق والارتباط بالحرس الثوري الإيراني. وأكدت مصادر الصدر ل»الحياة» أن «تياره في حاجة إلى دراسة الوثيقة للرد بشكل رسمي عليها»، من دون أن يعطي المزيد من التفاصيل. إلى ذلك، قال النائب عن التيار جواد كاظم عباس إن «هناك أطرافاً تحاول نسف العملية الديموقراطية في البلاد من خلال مختلف التحركات، ونشر الوثيقة يأتي في إطار محاولة لتنفيذ أهداف محددة وبث الخلاف بين أطراف العملية السياسية». وأكد عباس ل «الحياة» أن «الحضور الذي يتمتع به التيار في مجلس النواب أثار مخاوف السياسيين الذين تعاملوا معه بتوجس، سواء كانوا معارضين أو متحالفين معه»، مشيراً إلى أن «التيار مر بمراحل عدة في حياته اضطر في بعضها إلى حمل السلاح، وهو اليوم يستخدم العمل السياسي لتحقيق أهدافه». وكان موقع «ويكيليكس» نشر امس برقيات أميركية أشارت إلى أن المالكي اكد لهيل خلال لقاء معه في 22 أيلول(سبتمبر) 2009 أن «إيران وسورية تقدمان أسلحة للمتمردين في العراق، بينها صواريخ ارض- جو من طراز ستريلا». وأضاف الموقع أن المالكي أكد «توقيف خمسة من لواء اليوم الموعود الذي أسسه السيد مقتدى الصدر عام 2008 والمرتبط بفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، بينما كانوا يحاولون خفية إدخال صواريخ من هذا النوع مخبأة في سيارة دفع رباعي من طراز تويوتا لاندكروزر». ونقلت الوثيقة عن المالكي إعرابه عن أمله بأن «يتم الحكم على الأشخاص الخمسة بالإعدام». وكان الصدر اعلن عن حل «جيش المهدي» صيف عام 2008 بعد وقوع أزمة كبيرة بينه وحكومة المالكي بعد العمليات العسكرية التي شنها الأخير في جنوب العراق للقضاء على المظاهر المسلحة. لكن الصدر اعلن في العام نفسه تأسيس لواء «اليوم الموعود» الذي قال انه يتكفل مقاومة الاحتلال واختار للمجموعة الجديدة مقاتلين «ثقات». يذكر أن المالكي حصل على دعم التيار الصدري للحصول على ولاية ثانية بعد تسوية الخلافات بين الجانبين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وعاد الصدر مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي إلى البلاد بشكل مفاجئ بعد اكثر من ثلاث سنوات على غيابه في إيران، واعتبرت بعض الأوساط السياسية عودته فرصة لدعم العملية السياسية، لكنه غادر مجدداً إلى قم قبل أيام من دون كشف أسباب العودة. وتؤكد أطراف سياسية أن التوتر تجدد بين الصدر والمالكي اثر رفض الأخير منح التيار حقائب أو مناصب في الوزارات الأمنية. وكان بهاء الأعرجي، احد قادة التيار، دعا اول من امس إلى حل البرلمان وإعادة الانتخابات، ما اعتبره مراقبون تحولاً في موقف التيار أو تلويحاً للمالكي في حال عدم التزامه اتفاقات «قم» بين ممثل المالكي عبد الحليم الزهيري والصدر.