أبدت إيران أمس ارتياحها الكبير للتطورات في مصر، معتبرة أن سقوط النظام في هذا البلد هو من «إنجازات الثورة الإيرانية» وسيتيح «إقامة شرق أوسط إسلامي»، في حين دعت تركيا الرئيس المصري حسني مبارك الى «تلبية إرادة شعبه في التغيير من دون تردد». وأشاد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي بالتطورات في مصر وتونس معتبراً أن «الشعوب باتت تخطط لمصيرها كما تريد»، معرباً عن ثقته بأن «الشعب المصري الثوري الذي أسهم في صناعة التاريخ سيؤدي دوره في إيجاد شرق أوسط إسلامي يعيش فيه جميع الأحرار وطلاب العدل والاستقلال». وأبدى صالحي أسفه ل «التدخل الأميركي المباشر في المنطقة»، لافتاً الي أن المصريين «أثبتوا أنهم ليسوا على استعداد لغض النظر عن جرائم الكيان الصهيوني». ورأى الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن التطورات في مصر وتونس هي «إحدى إنجازات الثورة الإسلامية، حيث ينتظر المنطقة مستقبل مشرق»، داعياً شعوب المنطقة الى «الحذر ومراقبة الأحداث وتحركات الدول الغربية التي تسعى لتحقيق أهدافها واستغلال الأحداث الراهنة»، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن «هذه التطورات ستصل الى نتائجها لأنها تستند الى الصحوة الإسلامية ولا يمكن لها أن تنحرف عن مسارها الطبيعي». وفي خطوة لافتة، أعلن في طهران أمس أن مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي سيلقي خطبة صلاة الجمعة بعد غد. وقالت مصادر مطلعة انه سيتطرق الى الأحداث في مصر، وسيوجه رسائل الى الدول الغربية وتحديداً الولاياتالمتحدة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية المصرية، وكذلك الى الشعب المصري الذي سيشيد بانتفاضته ويحضه على تحقيق مطالبه في إسقاط النظام. ورأى رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في كلمة أمام المجلس أمس «أن فوران الديموقراطية في المنطقة هو استمرار للديموقراطية الحقيقية في الثورة الإسلامية الإيرانية»، وانتقد تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي قالت بأنها لا ترغب في تكرار تجربة إيران في مصر، داعياً الإدارة الأميركية الى «ترك الشعب المصري يقرر مصيره وسترون مدى كراهيته لكم». وفي أنقرة، حض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس المصري على «تلبية إرادة شعبه في التغيير بلا تردد»، وقال في خطاب أمام نواب «حزب العدالة والتنمية» الذي ينتمي إليه مخاطباً مبارك «اصغ الى صرخات الشعب ومطالبه (...) يجب عليك تلبية إرادة التغيير الصادرة عن الشعب بلا تردد». واضاف اردوغان «أوصي الرئيس مبارك بتلبية مطالب الشارع من أجل ترك ذكرى طيبة معتبراً ان «الازمة السياسية الجارية في مصر يمكن حلها عن طريق صناديق الاقتراع». وأعرب عن الأمل في أن تتمكن مصر «بلد الحضارات» من «تلبية المطالب المشروعة والمفهومة» للشعب. موضحاً انه «لا يمكن رفض الحريات ولا إرجاءها» ومعرباً عن أمله في حل الأزمة «من دون كبير معاناة». وجاء هذا الموقف التركي الواضح والعلني من الازمة المصرية بعد اتصال هاتفي أجراه الرئيس الاميركي باراك أوباما مع أردوغان الاحد الماضي، حيث اشار أوباما الى ضرورة اعلان أنقرة موقفها بوضوح مذكرا بأن تركيا دولة ديموقراطية وحزب العدالة والتنمية يركز على احترام ارادة الشعب والحريات. وقال مصدر ديبلوماسي تركي ل «الحياة» ان تركيا تدعم مسيرة لانتقال السلطة بشكل سلمي من مبارك الى رئيس آخر منتخب بشكل حر ونزيه، وأنها مستعدة للحديث مع جميع الاطراف - وخصوصا الاسلامية - من أجل ضمان استقرار مصر وعدم استخدام هذه الفترة الانتقالية بشكل سلبي أو لاهداف ايديولوجية.