أسَّس الأزهر مرصداً لدحض فكر المتطرفين وحركات العنف، بما يتناسب مع طبيعة المتلقي، فعندما يخاطب الأوروبي لا يعتمد في الأصل على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والنصوص الدينية، ولكن كيفية فهمها وكيفية تناولها وتطبيقها وإسقاطها على الواقع في ظل المتغيرات واختلاف البيئات والثقافات. الأمر الذي ينعكس بالضرورة على تجديد الخطاب الديني ليقدم لنا في النهاية خطاباً متوازناً يتسم ببساطة الأسلوب ووضوح المقصد ودقة العبارة واعتماد الشرع والعقل قرينين لا ينفصلان. ذلك أن المرصد يخاطب الجميع مهما اختلفت ثقافاتهم وألوانهم. وانطلاقاً من دور المرصد وأهميته، تم إنشاء موقع له «بوابة الأزهر الإلكترونية» بثماني لغات، لنشر تقاريره ومقالاته وتوصياته. كما يُعنى الموقع بنشر مقالات اللجنة الشرعية الملحقة به والتي ترد على ما تثيره الجماعات الإرهابية من أفكار متطرفة وتفسير مغلوط وقراءة خاطئة للنصوص الإسلامية. كما يطلق موقع المرصد حملات التوعية التي تُقوّم الفكر المعوج وترد على الباطل بالحق المبين، مثل حملة «يدَّعون ونصحح» وحملة «مفهوم الجهاد». بالإضافة إلى ذلك يقوم المرصد بنشر هذه التقارير والمقالات والحملات التوعوية على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي ليسهل التواصل معه والتعرف على ما يقدمه من خدمات، ولتوفير مساحة للتعبير عن آراء مختلفة حول الإسلام والمسلمين؛ وللإجابة عن تساؤلات المتفاعلين حول مختلف القضايا والأحداث. كما يشارك المرصد بأعضائه وتقاريره المختلفة في العديد من المؤتمرات الدولية التي تناقش قضايا الإسلام والإرهاب وعلاقة المسلم بغير المسلم وتعزيز قيم التسامح والرحمة والعيش المشترك وتعزيز المجتمعات المتماسكة ومناهضة الإسلاموفوبيا ومساعدة الأقليات المسلمة على الاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها مع الحفاظ على هويتهم والمساعدة على تقديم الحلول الشرعية والفقهية والعملية للقضايا التي يواجهونها. ويفتح المرصد أبوابه للتعاون مع المؤسسات المعنية بنشر ثقافة السلام ومكافحة الكراهية ودعم التعددية والتشجيع على تأسيس مجتمعات آمنة تنعم بالرخاء والأمن والسلام تعتمد وحدة الرصد في الأصل على إجادة اللغة الأجنبية التي تعمل بها وتغطي كل الأخبار والمقالات والتقارير التي تنشر بتلك اللغة في سياقها المكاني، فوحدة الرصد باللغة «الإنكليزية» تعنى مثلاً بالإصدارات في إنكلترا وأميركا وأستراليا، وتقوم وحدة الرصد باللغة الفرنسية بتغطية المساحة الجغرافية المتحدثة بهذه اللغة سواء في أوروبا أو إفريقيا أو المنطقة الكندية المتحدثة بالفرنسية، وتهتم وحدة الرصد باللغة الألمانية بالسياق الجغرافي الألماني المتمثل بألمانيا والنمسا وسويسرا، وهكذا بقية الوحدات، ويتوجه الرصد والتحليل في المقام الأول برصد إصدارات داعش باللغة العربية ومثيلاتها باللغات الأخرى، حيث يقوم هذا التنظيم بنشر عدد من المجلات والصحف الإلكترونية بعدد من اللغات الأجنبية تقوم وحدة الرصد بترجمتها وبإحالتها لفريق التحليل في الوحدة ذاتها ثم إلى إدارة المرصد أو إلى اللجنة الشرعية. والباحث في المرصد صنفان: صنف يرصد وهذا يجيد اللغة والخلفية الإسلامية السليمة. والصنف الآخر يحلل ما تم رصده من أخبار وتقارير وإحصائيات، وهناك مرحلة ثالثة وهي كتابة المقال والتقارير، ويراعى فيها الكفاءة في كيفية الصياغة الجيدة للتقارير إعلامياً حتى لا تعد مجرد نقل أو ترجمة. ويقوم بها رؤساء الوحدات المختلفة، وتتعاون اللجنة الشرعية مع رؤساء الوحدات المختلفة عندما تجمع القضية المثارة بين الفكر والتاريخ والفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية بصفة عامة ونتاج هذا التعاون يخرج الموضوع بأبعاد مختلفة ليس فقط بعده الديني. حملات التوعية التي يبثها «مرصد الأزهر باللغات الأجنبية» هي مجموعة من الرسائل التي تخاطب الشباب في كل مراحله العمرية، ويقدمها المرصد بثماني لغات حية، وتهدف الحملات إلى تعميق الانتماء وزيادة وعي الشباب بكثير من القضايا، وفي مقدمها تلك التي تتصل بالتطرف والإرهاب والعنف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تروج لها الجماعات المتطرفة، بالإضافة إلى حملات تهدف إلى إحياء القيم المجتمعية والأخلاقية في مصر والعالم العربي، ويقوم المرصد بنشر وترجمة هذه الحملات على صفحات التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر، ويعمل على إخراج وترجمة ونشر هذه الحملات عدد من الباحثين والباحثات من خلال ورش عمل يتم تنظيمها داخل مرصد الأزهر لوضع البرامج التنفيذية. في إطار التصدي للأفكار المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، وللرد على ما ينشره المتربصون بالإسلام ولمواجهة الآراء المتطرفة؛ أطلق مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية، حملة إعلامية توعوية تحت عنوان «يدعون ونصحح» في السادس من حزيران (يونيو) الموافق الأول أيام شهر رمضان الكريم؛ وذلك لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتقنيد ما تستند إليه جماعات التطرف والإرهاب من تفسيرات خاطئة لبعض النصوص. واستهدفت الحملة توعية الشباب المسلم في الداخل والخارج بأخطار الفكر المتطرف وما يستند إليه من تأويلات بعيدة من صحيح الدين، كما عملت على نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، وانطلقت الحملة بأكثر من 10 لغات على مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي ومن خلال موقع مرصد الأزهر الشريف على بوابة الأزهر الإلكترونية. المرصد في ظل هذه النشاطات يحتاج إلى الانتقال للدراسات المسحية وكذلك التحليلية لحركات الإسلام فتحركات داعش بعد سقوط دولته المزعومة والخوف مما قام به داعش من جهود في تعليم وغسل أفكار الأطفال والناشئة في المناطق التي يسيطر عليها. والحقيقة أن هذا المرصد مثَّل جرأة من شيخ الأزهر أحمد الطيب في اقتحام عالم المتطرفين وأفكارهم، وجرأة في مناقشة الأفكار عموماً.