أعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) الأعمال الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى في الدورة الثانية للجائزة العربية للتراث لعام 2014، من أصل 56 عملاً شاركت في الجائزة لهذا العام. جاء ذلك في احتفال تسليم الجائزة الذي أقيم برعاية وحضور وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الصباح وحضور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) الدكتور عبدالله المحارب. وأكد المحارب في كلمة له في الاحتفال أهمية صون التراث الثقافي في تثبيت الهويات وحماية الخصوصيات الحضارية "دون التحجر والانغلاق" مشيراً إلى أهمية المحافظة على الثقافة العربية والتراث العربي. وقال المحارب إن المحافظة على الموروث الثقافي العربي المتميز بثرائه وتنوع مكوناته أمر واجب على الجميع أكثر من أي وقت مضى، في ظل نظام العولمة "التي تغزونا وتجتاح عقول نشئنا"، مضيفاً: "علينا حصر جميع عناصره ووضع الآليات الناجحة لتوظيفه في منظومة التنمية المستدامة في بلداننا العربية، حتى نضمن ديمومته وتداوله بين الأجيال المتعاقبة". وذكر أن دخول العرب في منظومة الحداثة والعولمة لن يتم بنجاح إلا عبر الثقافة العربية التي تضرب جذورها بعمق في التاريخ، وذلك لاستئناف مساهمات العرب في بناء الحضارة الإنسانية كما كان الحال على مر التاريخ. وأوضح أن إنشاء الجائزة العربية للتراث عام 2012 يندرج في سياق النهوض بالثقافة العربية عبر تكريم ومكافأة الإنجازات البارزة والأعمال الرائدة في مجال المحافظة على التراث وصونه وتكييفه مع الحداثة والتعريف به ونشره. وفاز بالمركز الأول للجائزة العربية للتراث لهذ العام الدكتور مصطفى جاد من مصر عن عمله "مكنز الفولكلور"، فيما فاز بالمركز الثاني الدكتور السعيد صابر المصري من مصر عن عمله "إنتاج التراث الشعبي..كيف يتشبث الفقراء بالحياة في ظل الندرة"، وكان المركز الثالث مناصفة بين العملين "العادات والتقاليد في دورة حياة الإنسان الفلسطيني قبل نكبة 1948" لكل من ربا جمال الزهار والدكتور زكريا السنوار من فلسطين و"الصهبة والموشحات الأندلسية في مكةالمكرمة" للدكتور عبدالله محمد أبكر. وشارك في الجائزة 56 عملاً جرى دراستها من قبل لجنة تحكيمية تتكون من تسعة أساتذة، مشهود لهم بخبراتهم الواسعة وكفاءتهم العلمية من مختلف تخصصات الثقافة والتراث ويمثلون عدداً من الدول العربية. يذكر ان الجائزة العربية للتراث تقدمها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) كل عامين تشجيعاً وتأكيداً للمكانة العامة التي توليها للتراث، باعتباره رمز الذات ومكوناً اساسياً من مكونات الهوية وشاهداً على مدى ثرائها وتنوعها.