ناشدت إسرائيل الولاياتالمتحدة ودول غرب اوروبا تخفيف حدة لهجتها العلنية ضد الرئيس المصري حسني مبارك ونظامه بداعي أنه يجب أن تكون للغرب مصلحة في استقرار الحكم في مصر "لأنه يفيد الاستقرار في الشرق الأوسط برمته". وأفادت صحيفة "هآرتس" اليوم أن سفراء إسرائيل في واشنطن وعواصم اوروبية نقلوا هذه الرسائل "بعد أن فُهم من تصريحات الرئيس الأميركي باراك اوباما وقادة اوروبيين أنهم سئموا نظام مبارك". ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية عدم ارتياح إسرائيل لمواقف الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الاوروبي من الرئيس المصري "التي انجرتوراء الرأي العام المصري ولم تفكر بمصالحها الحقيقية". وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "هآرتس" أنه توجب على قادة هذه الدول عدم ترك مبارك وشأنه "حتى إن كانت لديها انتقادات له". على صلة كتب مدير مكتب رئيس الحكومة الساتبق اسحاق رابين، المحرر البارز في "يديعوت أحرونوت" ايتان هابر أن إسرائيل يجب أن تعتبر من سلوك الرئيس اوباما تجاه الرئيس المصري. واضاف أن "الولاياتالمتحدة، بين ليلة وضحاها أدارت طهرها لأحد أهم حلفائها في الشرق الأوسط.. رمت بالرئيس مبارك إلى الكلاب..الرئيس اوباما باع الرئيس مبارك بثمن بخس ليلقى استحسان الجماهير في مصر، وهو وأبناء جيله لا يفهمون حتى الآن شيئاً في شؤون الشرق الأوسط..اوباما هدر دم مبارك بتصرف غبي وعدم فهم مطلق". وتابع ان الاستنتاج الذي يجب أن تستخلصه إسرائيل يقول إن الرجل القابع في البيت الأبيض قادر على "بيعنا" بين ليلة وضحاها.."والشعور بأن الولاياتالمتحدة يمكن أن لا تقف إلى جانبنا يوم الشداد يثير قشعريرة..ليحفظنا الله". وزاد أن الوضع في الشرق الأوسط قابل للانفجار "ويجب علينا ان نكون متيقظين على مدار الساعة وتوقع كل شيء، أن نفحص جيداً من يمسك بعلبة الكبريت المشتعلة ونعمل على إطفائها..علينا أن نربي الأجيال المقبلة على حقيقة أننا نعيش في جزيرة معزولة وسط محيط من الكراهية..نحن بحاجة اليوم إلى قادة لديهم رؤية للمدى البعيد وفكرة لتقصير مدى السلام وتحقيقه". من جهتها ناشدت وزارة الخارجية مئات الإسرائيليين الموجودين في مصر التفكير في العودة إلى إسرائيل تحسباً لتردي الأوضاع. ونصحت الذين ينوون البقاء هناك التزام تعليمات السلطات المصرية واحترام قرار فرض منع التجول. كما ناشدت الإسرائيليين تفادي السفر إلى مصر. وكانت طائرة إسرائيلية خاصة أعادت مساء أمس إلى إسرائيل 30 من أبناء عائلات الديبلوماسيين الإسرائيليين في القاهرة ونحو 40 سائحاً طلبوا من وزارة الخارجية تأمين عودتهم. وطلب من الديبلوماسيين في القاهرة البقاء في منازلهم اليوم أيضاً.