أطلق شبان جامعيون حملة تطوعية لتشجير مدينة الرياض، تهدف إلى زيادة المساحة الخضراء وتعزيز الغطاء النباتي، ومواجهة التصحر في المدينة. وبدأت الحملة التي جاءت لتتواءم مع مبادرة وزارة البيئة والمياه والزراعة لزراعة مليون شجرة في الرياض، ضمن مبادرة الوزارة التي تهدف إلى زراعة أربعة ملايين شجرة في المملكة بحلول 2020، عبر حساب في «تويتر» أطلقه الفريق التطوعي، فيما تفاعل كثيرون في «وسم» #حملة_تشجير_الرياض من بينهم مسؤولون وفنانون ومشاهير ومهتمون بالبيئة والتشجير وغيرهم. وإيماناً من فريق العمل التطوعي الذي يتكون من 10 شبان جامعيين جمعتهم الصداقة وحب الأعمال التطوعية بأهمية زراعة الشجرة، ترسيخاً لتوجيه المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، شرع الفريق في إطلاق المبادرة التي تقدم لها حتى الآن بالتسجيل عبر رابطها الإلكتروني أكثر من ثلاثة آلاف متطوع، من مختلف الفئات العمرية، تشمل الصغار والكبار رجالاً ونساءً على حد سواء. وأشار مدير الحملة إبراهيم القرعاوي إلى أن فكرة الحملة التي أصبح لها صدى واسع في مواقع التواصل الاجتماعي انبثقت من صديقهم خالد السيف وتستهدف زراعة 300 ألف شجرة في مدينة الرياض، مبيناً أنه تم الاتفاق على إنشاء الحساب ثم «الوسم» الذي لا يزال يحظى بتغريدات الداعمين والمشجعين للمبادرة. وأضاف: «المرحلة الحالية نقوم بالتنسيق مع الجهات الداعمة والمختصة التي تتمثل في وزارة البيئة والمياه والزراعة، وأمانة منطقة الرياض، وبعض الشركات الخاصة، إضافة إلى وكيل وزارة الزراعة للزراعة السابق الذي دعم الحملة وهو مستشارها الدكتور خالد الفهيد، ونشرع حالياً في إحصاء عدد المتطوعين وتنظيم العمل، استعداداً للانطلاق في عملية التشجير التي من المتوقع أن تكون في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل». وعن نوع الأشجار التي سيتم زراعتها بيّن القرعاوي أن الأشجار الملائمة لبيئتنا الصحراوية هي التي سيتم زراعتها، وأهمها السدر والطلح واللبخ والغضا وغيرها، مع ضرورة اختيار الأماكن المناسبة لها، وتوفير المياه لريها والعناية بها حتى بعد انتهاء الحملة كي لا تتعرض إلى الهلاك، وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص، مبدياً سعادته هو وفريق العمل بتفاعل الجميع وهو ما يُظهر مدى وعي وحرص أفراد المجتمع بأهمية التشجير والمحافظة على البيئة النباتية. فيما أوضح إبراهيم العويس (مهندس برمجة وحاسب آلي) الذي قام بإنشاء الرابط الإلكتروني لتسجيل المتطوعين في حملة تشجير الرياض أنه تلقى طلبات مماثلة في مدن أخرى تعتزم إطلاق حملة تطوعية للتشجير وهي: الخرج وحائل وتبوك، مشيراً إلى أن التسجيل في حملة الرياض بلغ في يومه الأول ألف متطوع. بدوره، بارك وزير البيئة والمياه والزراعة عبدالرحمن الفضلي عمل الحملة التطوعية لتشجير مدينة الرياض، داعياً للمشاركة فيها وفي الحملة الوطنية. وقال في تغريدة عبر حسابه في «تويتر»: «أدعو المهتمين بالبيئة للتواصل مع إدارات الزراعة، والمشاركة في التشجير في مواسم الزراعة، وتنسيق الجهود لتعظيم الفائدة من كل الموارد»، مشيراً إلى أهمية اختيار الأشجار المناسبة لكل منطقة، وأن تستفيد من مصادر المياه المتجددة مثل المياه المعالجة، حفاظاً على مواردنا المائية. فيما أثنى المستشار الزراعي وكيل وزارة الزراعة للزراعة سابقاً على مبادرة حملة تشجير الرياض، وعلى القائمين عليها، داعياً إلى مؤازرتها وتشجيعها من الجهات الحكومية والخاصة، وقال: «هي إحدى الحملات التطوعية التي بدأ ينتهجها أبناء هذه البلاد، التي أعطت صورة نمطية مشرقة للمجتمع السعودي تتمثل في مبادرته لكل عمل تطوعي يخدم المجتمع، سواء على المدى القصير أم البعيد». وأكد ل«الحياة» أن ما يميز هذه المبادرة أنها انطلقت من مجموعة شبان متحمسين، يهدفون إلى زراعة 300 ألف شجرة إسهاماً لخدمة الحملة الوطنية للتشجير بما يتماشى مع أهداف الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ولتحقيق رؤية 2030، متمنياً التوفيق والنجاح للحملة وأن تكلل جهود القائمين عليها، وجميع من تطوع فيها بالنجاح. ولفت عبر حسابه في «تويتر» إلى أن الحملة تقوم على سواعد شبان متطوعين يستحقون الثناء والتقدير، معتبراً أنها مبادرة مميزة، وأنه سيقوم بالتعاون معهم لإنجاح هذه الحملة.