في موقع يعج بالعشوائية والفوضى، تستقبل فرق الدفاع المدني في جدة مئات المتضررين من كارثة سيول جدة الأخيرة، إذ خصص المسؤولون في الدفاع المدني في بريمان شمال جدة مواقف سيارات الإطفاء مكاناً لتجمع المتضررين الذين حضروا بكثافة رجالاً ونساء. وبدا الاستياء والتذمر من الموقع واضحاً على الكثير من المتضررين، الذين أكدوا أنهم يستحقون مكاناً أفضل وتقديراً أكثر لمعاناتهم، خصوصاً مع ارتفاع حرارة الطقس، وأقل ما يوصف به الوضع العام هو (الفوضى)، فالأسر نساء وأطفالاً يتوافدون إلى الموقع بأعداد كبيرة منذ الصباح الباكر، يعانون تأخيراً في إنجاز معاملاتهم، مع ارتباك واضح في الآلية المتعلقة بمواقع إجراء إحصاءات الأثاث والمركبات للمتضررين. يقول المواطن زارع الأحمدي: «إنه قدم منذ ساعات الصباح الأولى بغية إكمال أوراق التعويض اللازمة، بعد تعرض منزله لتلفيات كاملة من أثاث وبنية تحتية أدت إلى سقوط الطابق العلوي». وأضاف الأحمدي وهو أحد سكان حي الروابي: «الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة جدة في أربعاء أسود آخر تسببت في أضرار كبيرة في المنزل، وأدخلت الخوف والذعر في نفوس أسرتي». مشيراً إلى أن أشد التلفيات تمثلت في انهيار سقف منزله واقتحام المياه بكثافة لغرفه، مخلفة وراءها تلفيات كبيرة فيها. وأكد الأحمدي تذمره من المكان المخصص لاستقبال المتضررين، موضحاً أن المواطنين والمقيمين المتضررين يستحقون احتراماً ومكاناً أفضل، بدلاً من وضعهم في مواقف سيارات الدفاع المدني في حرارة الجو وأشعة الشمس الملهبة، خصوصاً مع حضور جمع كبير من النساء والأطفال الصغار. وتمنى الأحمدي أن تنتهي معاناة سكان مدينة جدة مع هطول الأمطار، إلا أنه لم يكف عن التساؤل: «هل سيكون حال قاطني المنازل الشعبية في العام المقبل مشابهاً لهذا العام وما سبقه من أعوام عند هطول المطر؟». ومن أمام سيارته المتضررة أبدى المواطن عبدالله الزهراني استياءه من الغموض في الإجراءات المتبعة من قبل الجهات المختصة بالتعويضات. وقال ل «الحياة»: «اضطررت إلى استئجار ناقلة مركبات (سطحة) لإيصال سيارتي إلى مركز الدفاع المدني في بريمان إلا أنني فوجئت بأن المكان المخصص لتعويضات المركبات موجود في موقع آخر». وتساءل: «هل يعقل أن يتم احتواء هذا الجمع الكبير من النساء والأطفال في منطقة صغيرة تحت أشعة الشمس القوية؟» موضحاً أن غالبية سكان مدينة جدة متضررون من الأمطار التي دمرت منازل عدة إضافة إلى تحطيمها لمركبات كثيرة.