كانت مساحة البث التلفزيوني لقنوات عالمية عدة لأحداث مصر خلال اليومين الماضيين كبيرة جداً، إذ استمر البث المباشر عن المظاهرات في شوارع مدن مصرية عدة طوال ال24. وبدأت المحطات التلفزيونية العالمية مثل سي إن إن، وفوكس نيوز، وبي بي سي، وقنوات فرنسية وبريطانية، وعربية بث أحداث مصر عقب صلاة الجمعة أول من أمس، ورصدت أحداث شغب، وسلب، ونهب، وإحراق للممتلكات الخاصة والعامة، إضافة إلى نقل وقائع المظاهرات في الشوارع. وظهر اهتمام وسائل الإعلام بأحداث مصر من خلال حضور المؤتمر الصحافي للمتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جينس، الذي أدان استخدام العنف من أي طرف في مصر، وحديثه عن مراجعه المساعدات الأميركية، وارتباطها بتعامل الحكومة المصرية مع الأحداث الحالية في مصر. وأوضح رئيس قسم الشرق الأوسط بجامعة قوريون في الناصرة يورام ميتال أن هذا الاهتمام الإعلامي الكبير بأحداث مصر يبرره الحجم السياسي والاقتصادي لمصر في الشرق الأوسط، ودورها الكبير في العديد من القضايا الحساسة، والشائكة في المنطقة. وأضاف أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تراقب بقلق شديد وعميق تطورات تلك الأحداث، خوفاً من تأثيرها على اتفاقات ومعاهدات بين مصر وإسرائيل ولعل أبرزها «كامب ديفيد»، وللتغير الجوهري في سياسة مصر الخارجية. ونقل عدد من وسائل الإعلام بعض التصريحات لناشطين سياسيين، وحديثهم عن غلطة أوباما عبر إعطائه الضوء الأخضر لحادثة تونس، إذ يقول الناشط السياسي جانك بريمان: «تونس فهمت بشكل خاطئ من بعض الشعوب العربية، وساهم في ذلك موافقة الرئيس الأميركي لأحداث تونس»، مشدداً على ضرورة استخدام القوة للمحافظة على أمنها واستقراها بعد خروج المظاهرات عن طبيعتها السلبية ووصلت إلى شغب، ونهب، وإحراق، للممتلكات الخاصة والعامة على رغم انقطاع وسائل الاتصال والتواصل في مصر خلال المظاهرات. وكانت الأحداث المصرية التي انطلقت بعد صلاة الجمعة في العاصمة المصرية القاهرة شهدت توقيف عدد من ممثلي القنوات والصحف الأجنبية، إذ ألقت الشرطة المصرية القبض على أربعة صحافيين فرنسيين، ومن ثم أفرج عنهم.