على ضفة من ضفاف نهر السين، في الشطر الذي يعبر باريس، تنتشر مكتبات مرتجلة، ولكنها ثابتة. تشتري منها كتباً قديمة معتّقة ومبتلّة برذاذ مياه النهر العريق. الجو هناك يبقى لطيفاً، حتى في عز الصيف والحر الباريسي. لا مجال للقراءة إلاّ وقوفاً، ومع ذلك ترى أن لا مكان للتعب. يظل السعاة وراء الكتب يتنقلون من كشك إلى كشك، "يسرقون" مقاطع من روايات جميلة وسخيفة ورائعة ومبتذلة، و"ينشلون" وقتاً إضافياً من ساعة البائع... متعة المراقب أنه يستطيع معرفة ما الذي يقرأه الفضولي المتسلل بين دفتي كتاب، من خلال "خيال" ينبعث من رأس القارئ ليختبئ سريعاً بين أغصان الأشجار كعصفور، فبل أن يتبدد في الهواء. المراقب يجب أن يكون سريع الملاحظة. لإرسال صورو وتعليق: [email protected]