للأسبوع الثالث على التوالي، خرج آلاف الاردنيين في عمان والمحافظات لتجديد مطالبهم ب «إسقاط حكومة سمير الرفاعي وتشكيل حكومة انقاذ وطني تتبنى برنامج إصلاحات اقتصادية وسياسية»، فيما اعتصم بعد ظهر امس عشرات الشبان الحزبيين امام السفارة المصرية، هاتفين: «من تونس إلى أرض النيل ... ثورة شعب اتحدى الليل». وخرج اكبر المسيرات وسط العاصمة بعد صلاة الجمعة من الجامع الحسيني، وقدرت اعداد المشاركين بعشرة آلاف شخص، يتقدمهم قادة احزاب المعارضة والنقابات المهنية، فيما التزمت قوات الشرطة الهدوء واكتفت بمراقبة المسيرة وتوزيع زجاجات المياه والعصير على المحتجين الذين أبدوا قدراً عالياً من الانضباط والمحافظة على النظام العام. ورفع المشاركون صور العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وعلم الاردن الى جانب أعلام الأحزاب (الإخوان المسلمين والحزب الشيوعي وحشد والوحدة البعث الاشتراكي)، وهتفوا مطالبين بإسقاط الحكومة، فيما خفت الهتافات المناهضة لمجلس النواب، وقالوا: «الانتخاب الانتخاب، للحكومة والنواب». ولم تنحصر الهتافات على المطالبات الشعبية، بل تعدتها إلى هتافات تؤيد التظاهرات والاحتجاجات في مصر، كما طالبوا «حماس» بمحاسبة رموز السلطة الفلسطينية، ورددوا: «تحية للشعب الثائر، في مصر وتونس والجزائر»، و«الشعب المصري بنحييك، وكل الأمة بتناديك»، و«ثورة عربية للوحدة والحرية». وطالب المشاركون بإلغاء معاهدة وادي عربة وإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان، قائلين: «لا سفارة صهيونية على أرض عربية». ودعا المراقب العام لجماعة «الاخوان المسلمين» الدكتور همام سعيد الى «تغيير النهج السياسي في البلد»، مؤكداً ان الشعب لن يقبل باستمرار هذا النهج الذي وصفه بالفاسد. وفي كلمة للنقابات المهنية، قال رئيس مجلس النقباء، نقيب المهندسين الزراعيين عبد الهادي الفلاحات: «الشعب مصدر السلطات، ومشاركته في رفض السياسة الراهنة حق له بعد أن أثبتت الحكومات المتعاقبة أنها غير أمينه على مصير البلاد». وأضاف: «لا مكان لمن يريد نهب ثروات الدولة لتحقيق مكاسب فردية»، مطالباً بإصلاحات حقيقية ومشاركة الشعب فيها. وألقى رئيس اللجنة التنسيقية لأحزاب المعارضة، الامين العام لحزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب كلمة في المسيرة، أكد فيها أن الأحزاب ستبقى على موقفها في المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد، وقال ان من يريد محاربة الفساد عليه «إطلاق الحريات العامة، ولن نصدق كائناً من كان أنه يريد محاسبة الفساد وهو يصادر الحريات». وانطلقت مسيرات احتجاجية مشابهة في محافظات الجنوب من العقبة على البحر الأحمر الى معان الى الكرك الى ذيبان. وفي الشمال، امتدت المسيرات من المفرق الى اربد الى عجلون. وتميز جميع المسيرات بالهدوء وعدم حدوث اي مصادمات. وجدد المحتجون مطالبهم ب «اسقاط الحكومة والاصلاح السياسي وإجراء انتخابات جديدة وتشكيل محاكمات للفاسدين وتحقيق إصلاح اقتصادي»، وهتفوا لتأييد ومؤازرة الشعب المصري في ثورة غضبه.