حقّق جراح القلب السعودي الدكتور صفوق الشمري إنجازاً طبياً تمثّل بقيادته لفريق طبي أجرى أول جراحة في تاريخ اليابان لمرضى من خارج أراضي «بلاد الشمس»، التي تنص قوانينها الطبية على عدم استقبال مرضى أجانب أو علاجهم. وفي البعد العلمي، تميّزت هذه الجراحة بأنها اتّبعت أسلوباً متقدّماً في جراحة القلب، يتمثّل في استخدام خلايا المنشأ فيها. والمعلوم أن اليابان هي البلد الرائد في هذا النوع من الجراحة. واستفاد الجرّاح الشمري من خبرته في خلايا المنشأ، إذ أنه يعمل باحثاً في علومها في جامعة أوساكا اليابانية. وكان المريضان، وهما سعودي ولبناني، يعانيان من فشل قلبي حاد هدّد حياتهما، ما حدا بالفريق الطبي بقيادة الطبيب الشمري وإشراف البروفسور ياشوكي سوا للتدخل جراحياً، مع استخدام خلايا المنشأ. والمعلوم أن خلايا المنشأ تظهر في الأيام الأولى من حياة الجنين، الذي يكون مجرد «كيس» من خلايا متشابهة (هي خلايا المنشأ)، لكنها تتمايز لاحقاً لتصنع أعضاء الجسم المختلفة مثل العضلات والعظام والقلب والعين والكلى وغيرها. وفي المرضى الذين يعانون فشلاً قوياً في القلب، تكون عضلة القلب مستنزفة، بمعنى أن كثيراً من أنسجتها يكون «ميتاً» وغير فاعل. وتزرع خلايا المنشأ لأنها تختلط مع الأنسجة السليمة، ثم تنتج نسيجاً عضلياً سليماً يدعم أداء القلب وينقذه من الهبوط. وبحسب الفريق الطبي، سارت العمليتان بنجاح، ولم تحدث خلالهما مضاعفات طبية، ولكن الحكم على العملية بالنجاح التام يتبيّن بعد ثلاثة أشهر. وبدأت رحلة هذا الإنجاز بفتح المجال الطبي الياباني أمام المرضى الأجانب، من أروقة جامعة أوساكا وبجهد شخصي من الطبيب الشمري والبروفسور ياشوكي سوا الذي يرأس مركز البحوث الطبية في هذه الجامعة. وبذل الشمري وسوا جهوداً دؤوبة لتغيير القانون المتعلق بعلاج الأجانب في اليابان، عبر المطالبة المستمرة لوزارة الصحة بإحداث هذا التغيير.