بدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الإعداد لمشاريع تطويريه لسوق عكاظ في الطائف لتحويله إلى وجهة سياحية ثقافية رائدة على مدار العام، بالتعاون مع شركائها من لجهات الحكومية في المحافظة. وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز , على أن سوق عكاظ سيشهد منظومة تطويرية متكاملة الى جانب الفعاليات المصاحبة، وذلك استكمالاً لمجهودات مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل الذي يقود التطوير لسوق عكاظ . وأشار أن جهود الهيئة في سوق عكاظ تتجاوز تنظيم فعالية السوق إلى مشاريع أخرى مثل مشروع مدينة عكاظ ضمن مبادرات الهيئة في برنامج التحول الوطني، إضافة إلى مشروع "جادة المستقبل"، ومشاريع النزل البيئية وغيرها من مشاريع الهيئة في السوق. مبيناً أن عكاظ كان منذ نشأته جزءاً مهماً من تاريخ إنسان الجزيرة العربية وكذلك نقطة ضوء تكشف العمق التاريخي والتراكم المعرفي لإنسان هذه الجزيرة العربية من قبل عهد الإسلام. وتقدر مساحة المشروع ب 10 ملايين متر مربع بمدينة الطائف الجديد، باستثمارات كلية يصل مجموعها الى 3.7 بليون ريال لكامل مراحل المدينة، منها تمويل حكومي نسبته 23 في المئة ، وتمويل خاص نسبته 77 في المئة ، وتبلغ ميزانيته ضمن برنامج التحول الوطني 815 مليون ريال، خصص منها 483 مليون ريال لتطوير المرحلة الأولى، منها 233 مليون ريال لإنشاء مشاريع البنية الأساسية داخل الموقع والمشاريع الثقافية والتعليمية الترفيهية. و250 مليون ريال لإيصال خدمات البنية الأساسية إلى حدود الموقع، كما سيتم طرح حقائب استثمارية لمشاركة القطاع الخاص في التطوير بما يقارب 1800 مليون ريال، وبذلك يصل حجم الاستثمار المتوقع في المرحلة الأولى (2020) إلى قرابة بليوني ريال. ويتوقع أن تسهم مدينة عكاظ في جذب أكثر من 266 ألف سائح سنوياً، وتحقيق إيرادات بقيمة 377 مليون ريال، مع أثر على الناتج المحلي الإجمالي يصل إلى 294 مليون ريال، كما يوفر أكثر من 4400 وظيفة إضافية مستحدثة، ويسهم في بناء حوالي 1250 غرفة فندقية و130 وحدة سكنية. وتتضمن مراحل سير العمل في مبادرة مدينة عكاظ حالياً ، مشاريع تحت التنفيذ هي: إعداد المخطط الهيكلي وضوابط ومعايير التطوير، ومخططات البنية الأساسية التفصيلية لمدينة عكاظ، والطريق الرابط بين مطار الطائف الجديد وطريق الرياضالطائف السريع مرورا بمدينة عكاظ، ومشاريع البنية التحتية وهي مشروع إيصال شبكة الكهرباء وتنفيذ محطة التحويل (الشركة الوطنية لنقل الكهرباء)، ومشروع إيصال شبكة المياه (شركة المياه الوطنية)، إضافة إلى المشاريع الثقافية والتعليمية الترفيهية التي تمولها وتنفذها الدولة كمشروع متنزه عكاظ الوطني، ومشروع تنفيذ اعمال البنية الأساسية وتطوير الموقع العام ومشروع تنفيذ المباني والمنشآت. وتشمل المشاريع التي ستنفذها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وشركاؤها في القطاع العام، قاعة رباعية الأبعاد ومتاحف تفاعلية تركز على التعلم بالترفيه بمساحة إجمالية 2000 متر مربع وقيمة 69.4 مليون ريال، ومتحف التاريخ الإسلامي بمساحة 10 آلاف متر مربع وتكلفة 73 مليون ريال، إضافة إلى مركز المعارض والمؤتمرات بمساحة 24 آلاف متر مربع وتبلغ قيمته 138مليون ريال، وقاعة متعددة الأغراض بإجمالي 25 مليون ريال على مساحة 5600 متر مربع. كما سيتم إنشاء أكاديمية الشعر العربي بمساحة 3 آلاف متر مربع وتهدف إلى التثقيف المستمر من خلال أنشطة ومهرجانات وفعاليات ثقافية ومعارض شعرية ومسرحية طيلة السنة تجذب الطلاب من داخل وخارج المملكة، والمتحف المفتوح بمساحة 4 آلاف متر مربع وقيمة ثلاثة مليون ريال، بجانب مركز الإبداع الحرفي وتبلغ كلفته الإجمالية تسعة ملايين ريال على مساحة 2800 متر مربع ، ومتنزه عكاظ الوطني بالتعاون مع وزارة البيئة والزراعة والمياه بقيمة 101 مليون ريال. أما المشاريع المستهدف تنفيذها من القطاع الخاص ضمن مبادرة مدينة عكاظ، فتتنوع ما بين متنزه ترفيهي، وقرية التسوق التراثية، وسوق مفتوح، ونزل إيواء، والمخيمات البيئية، نزل تراثية، وقرية التسوق، ومنتجع استشفائي، وفندق تراثي، وفندق ومركز للأعمال، ونادي اجتماعي، ومدارس عالمية، ونادي صحي نسائي، ومرافق رياضية، شقق سكنية، ومستشفى، ومجمع سكني "فلل"، ومجمع سكني "منازل متلاصقة"، وبيوت مكتبية. وتسعى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من خلال هذا المشروع إلى تطوير أول وجهة سياحية ثقافية متكاملة في المملكة، إذ ستقدم مدينة عكاظ مجموعة من المرافق والمزايا والمراكز الثقافية والمتاحف والمناطق الترفيهية ومركز للمؤتمرات التي ستجعل منه مركز جذب ثقافي للأعمال والترفيه والضيافة ووجهة تجذب الزوار على مدار العام، وتهدف الهيئة إلى تحويل مدينة عكاظ إلى مركز للأعمال في مدينة الطائف الجديدة وإضافة اختيارات ترفيهية جديدة في الطائف التي تتميز بتاريخ عريق كمصيف تاريخي للمملكة. «جادة المستقبل» يعيد إحياء دور «السوق» شهدت دورة العام الماضي وضع حجر الأساس لأول هذه المشاريع وهو مشروع «جادة المستقبل» تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل ، بحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز . ويهدف مشروع «جادة المستقبل» الذي يقام على مساحة تفوق 25 ألف متر إلى إعادة إحياء دور سوق عكاظ في تشكيل المستقبل للمواطن السعودي والمقيم والزائر، من خلال عرض أفكار ومنتجات المستقبل وتشجيع المبدعين والمفكرين على عرض منتجاتهم وأفكارهم في «جادة المستقبل»، التي ستتيح للزوار التعرف على المستقبل بجميع مجالاته الأدبية والعلمية والتقنية والاجتماعية بطريقة ممتعة وجاذبة، تمكن الزوار من استلهام المستقبل وتؤثر في النشء الجديد إيجاباً نحو تعليمه وحياته, حيث تم تصميم الجادة بشكل يعبر عن المستقبل في مختلف عناصرها بمظهر فريد، وتتصل الجادة في مرحلتها الأولى بين المشروع التطويري الجديد لمدينة عكاظ وجادة سوق عكاظ الحالية، إذ يشارك فيها عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص. وسيتم العمل على تطوير «جادة عكاظ المستقبل» بما يتوافق مع هدف سوق عكاظ تاريخياً بكونه وسيلة للتفكير في مستقبل المشاركين فيها، حيث تحتوي الجادة على معارض للجهات الحكومية والشركات. كما تحتوي على معارض للاختراع والابتكارات في مجالات مختلفة مثل التقنية والطب والهندسة والعمارة والاتصالات وغيرها حيث ينظم كل معرض جهة حكومية أو شركة من الشركات ذات العلاقة، وساحة مفتوحة لتقديم عروض المستقبل والأنشطة التفاعلية حيث تشتمل على عروض واستعراضات خاصة بالمستقبل مثل عروض الروبوتات والعروض التفاعلية، فضلاً عن شاشة المستقبل لعرض الأفلام عن المستقبل والعلوم ذات العلاقة وفعاليات وأنشطة مختلفة عن الأدب والثقافة والفكر. وتشتمل الجادة أيضاً على بوابة المستقبل حيث تتصل «جادة عكاظ المستقبل» الحالية ببوابة تقنية متقدمة تنقل الزائر من التراث إلى المستقبل بمنتجاته وعروضه العلمية الحديثة، والساحة التفاعلية وهي عبارة عن منطقة مفتوحة تتوسط الجادة يتفاعل فيها الزوار.