أعلن مجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير وشركة روتانا للصوتيات والمرئيات، في بيان صحافي مشترك أمس الاثنين، تأجيل باقي حفلات ليالي أبها الغنائية ضمن مهرجان أبها يجمعنا إلى وقت لاحق. وأوضحت اللجنة الاعلامية لمهرجان أبها أن تأجيل باقي حفلات ليالي أبها الغنائية بسبب الاعتذار المفاجئ للفنانين رابح صقر (لاسباب صحية طارئة) وخالد عبدالرحمن (لظروف والدته الصحية) . وقال اللجنة : « رغبة في تلبية مطالب الجماهير ، والإعداد للحفلات بما يوزاي النجاح الذي حققته حفلة الفنان محمد عبده التي حضيت بإقبال جماهيري كبير ، تم التوصل إلى تحديد مواعيد جديدة تراعي ظروف الفنانين ابتداء من شهر أغسطس المقبل ، ويود مجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير وشركة روتانا للصوتيات والمرئيات التأكيد على عدم صحة ما يشاع حول إلغاء الحفلات بشكل نهائي ، وأن تغيير اللوحات في الميادين والشوارع هدفه تغيير المواعيد السابقة بالمواعيد الجديده . إلى ذلك على مسرح المفتاحة، الذي شهد هذا الأسبوع أولى حفلات العودة إلى الأمسيات الغنائية، صدح فنان العرب بواحدة من مقطوعاته الشهرية «دعاني الشوق يالغالي وأنا من الوجدِ لبيته»، وسط مقاعد ممتلئة بآلاف الحضور ممن يكادون يحفظون أغنياته عن ظهر قلب. الفنان محمد عبده نجم ليالي العيد بلا منازع، يسافر متذوقو أغنياته من الرياض إلى أبها ثم جدة، وهي محطات حفلات ليالي العيد، التي رتبتها هيئة الترفيه ضمن روزنامة الفرح بعيد الفطر، لم تستثن خلالها الحفلات الغنائية، التي عادت بعد غياب. إذ كان جمهور الأغنية السعودية على موعد متجدد معها، يتدفقون بالآلاف، يتوجون مرحلة العودة إلى الزمن الجميل، أو يعيدون ترتيب زمنهم هذا على إيقاع الأغنية السعودية، وفي القلب منها تجربة محمد عبده، التي تحتفظ الذاكرة السعودية بمعظم تفاصيلها. كانت حفلة أبها هذا الأسبوع، واسطة عقد حفلات العيد لفنان العرب، تجلى فيها بأبدع ما يكون عليه، متكئاً على علاقة تاريخية أثيرة تجمعه بالمفتاحة وأبها وجمهورها، وحال فنية اشتغل عليها عبده وزملاؤه من صانعي الأغنية السعودية وهويتها المتفردة. أبها التي تناهى بين جبالها صوت عبده وهو يقول: «أبها حسبتك جنة الجنات، أقسمت أنك قطعة من ذاتي»، تردد صدى كلماته بين هامات عسير وكأنها تتبادل القبلات من الفرح، ضمت ضيفها الأثير وخازن بهجتها الملحنة. ويتداول المغردون في «تويتر» مقاطع من حفلات عبده باستمتاع، يلتقط كل واحد قطعته التي تناسبه، وكأنهم يتجولون في بازار من الأغنيات يلبي أذواقهم المختلفة، يجد كل منهم حاجته من الكلمة الرشيقة واللحن الأنيق. المايسترو وليد فايد، الذي يحتفظ بعلاقة أثيرة مع الجمهور السعودي، يرتب ليالي عبده في كل حفلة وعلى كل مسرح يزورانه، إنه كمن يدير كاسات القهوة المطحونة بعناية ليعيد صياغة أمزجة السعوديين في كل مرة، ذات حفلة رفع عبده من وتيرة توهجه، كان فايد حاضراً دائماً ومتتبعاً حصيفاً يقتفي أثر خطوات عبده وهو يرنو إلى منتهى السلطنة، الجمهور يعي كل هذه الخلطة العجيبة من الترتيبات غير المرئية، يشعر بها، يصفق لها كثيراً من شدة الاستئناس، من شدة الفرح باللحظة. في نهاية أمسية أبها، التي كانت مختلفة تماماً، تخيّر أحد الجمهور لحظة صمت وصاح بأعلى صوته، بحيث يسمعه الجميع «أبو نورة أحبك»، التفت إليه محمد عبده بكل اهتمامه ورد عليه «أحبك أكثر»، غرق المكان بالتصفيق، وكأنهم يزفون هذا العناق الذي يعبر عن اللحظة بحذافيرها أيما تعبير.