استطاع مسلسل «كفر دلهاب» بطولة يوسف الشريف أن يحقق نسب مشاهدة عالية أثناء عرضه خلال شهر رمضان الماضي، ودارت أحداث العمل في إطار من الرعب والتشويق، وهو نمط جديد على الأعمال الفنية في مصر، حيث تعتمد قصته على قرية تسكنها اللعنة والأشباح والظواهر الغربية، فيظهر طبيب القرية الذي جسده يوسف الشريف وهو يحاول علاج تلك اللعنة لتكشف الحبكة من ثمّ أنه وراء كل تلك الأحداث المريبة والغامضة، وأنه استهدف تلك القرية قصاصاً لقتل والدته ظلماً. وعلى رغم النجاح الذي حصده «كفردلهاب»، لم يخلُ العمل في شكل عام من زلاّت وأخطاء إخراجية واضحة، قد تعود أسبابها ربما الى ضيق الوقت، ومحاولة فريق العمل إنجاز المشاهد في أسرع وقت للحاق بالعرض الرمضاني، إضافة إلى تصوير الحلقات على مدار الشهر وتسليم الحلقات أولاً بأول، إذ استمر المخرج أحمد نادر جلال في تصوير مشاهد المسلسل حتى الأيام الأخيرة من الشهر الكريم، ما جعله يضطر الى تصوير معظم المشاهد من أول مرة، من دون إعادة أي مشهد حتى وإن احتوى على أخطاء فنية. ويبدو أن المخرج اكتشف مشاهد عدة غير صالحة للعرض، فاضطر للاستعانة بمشاهد تم تكرارها في أكثر من حلقة، ولكن مع زيادات طفيفة في كل مرة، وكان من ضمنها مشهد اغتصاب «ريحانة» وقتلها، ومشهد مقتل والدة يوسف الشريف، وذلك إكمال مدة كل حلقة. ومع ذلك جاءت الحلقات الأخيرة من المسلسل قصيرة جداً، على غير الحلقات الأولى منه، بحيث وصلت مدة الحلقة ال28 إلى عشرين دقيقة فقط، والحلقة ال29 مدتها 15 دقيقة، منها نحو أربع دقائق هي مشهد مكرر من الحلقة السابقة. حمل المسلسل ايضاً عدداً من الأخطاء الفنية، كان أبرزها مشهد إعدام الطبيب، والذي ظهرت من خلاله مجموعة من كاميرات التصوير، إضافة إلى بعض مجموعات الشباب في شكل عصري. كما وجهت الانتقادات الى بعض ممثلات العمل لعدم ملائمة مظهرهن العصري الحقبة التي يدور فيها العمل. واعتمد العمل في أحداثه على الزمان والمكان المجهولين، وبرر بطل المسلسل الفنان يوسف الشريف لجوء صناع العمل الى تلك الحيلة لأن المسلسل يعتمد على مشاهد الرعب، في وقت أن مجتمعاتنا العربية لا تقتنع بذلك وتعتبره دربًا من الخرافات، كما أنه كان يصعب عليه أن يقدم العمل في العصر الحالي من دون أن يذكر أي أديان سواء الدين الإسلامي أو المسيحي، ورأيهم في ظهور الجن والعفاريت، فآثر الابتعاد عن تلك المنطقة عبر تقديم المسلسل في الزمان والمكان غير المعلومين. اعتمد «كفر دلهاب» على إظهار الإضاءة الخافتة في معظم المشاهد، مستعيناً بالشموع والنار، وقد بدت أكثر واقعية خصوصاً مع مشاهد الرعب والتخويف التي تتضمنها الحلقات، والتي تماشت مع مكان التصوير في الصحراء الغربية في منطقة واحة سيوة (غرب القاهرة). لفتت الملابس والأزياء نظر المشاهدين المتابعين للمسلسل، بينما شعر بعضهم أنها أقرب الى العصر الفاطمي، لكن مصممة أزياء العمل إنجي علاء اكدت أنها تخلط أكثر من عصر في اختيار الملابس التي قدمتها حتى تتماشى مع فكرة العمل والتي تعتمد على عدم ذكر الزمان الذي تجري خلاله الأحداث. وأوضحت إنجي ل «الحياة» أن مسألة اختيار الملابس أخذت منها مجهوداً كبيرًا لاسيما أنها بدأت التحضير لها قبل بداية التصوير بشهر تقريباً، وهي حرصت على الاستعانة بمصممي أزياء مصريين، على رغم توجه فريق العمل في بداية الأمر إلى الاستعانة بمصممين أجانب، إضافة إلى استخدامها أنواع الخامات والأقمشة المحلية. وأشارت ايضًا إلى أنها استخدمت خامات أصلية من «الخيش» و «الجلود» والأقمشة من أنواع كثيرة مثل الحرير، ولم تستعن بأي أدوات أو أقمشة مصنوعة. وحول الانتقادات التي وجهت لها في استخدام الشخصية الرئيسة «سعد الطبيب» (يوسف الشريف) ل «الحظاظات» (نوع من الإكسسوارات التي يلبسها الشباب في الوقت الحاضر)، بررت إنجي الأمر بقولها إنها حرصت على صنعها من الجلود، التي لا ترتبط بعصر معين بل انها استخدمت في العصر الفرعوني.