حذر اختصاصي من طريقة التعامل مع الأطفال المصابين بمرض «التبول اللا إرادي»، موضحاً أن هذا المرض «قد لا ينتج من أمراض عضوية وإنما من نفسية». وشدد على أهمية التعامل مع مثل هذه الحالات، التي تصيب الأطفال في سن مبكرة. وأوضح رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في المستشفى الجامعي في الخبر الدكتور عبد الرحمن العنزي، أن «الطفل يصل إلى عمر ست أو سبع سنوات، ولا يستطيع التحكم في البول، وتتم معالجته على أنه مريض نفسي، وربما معاقبته على هذا التصرف، من خلال الضرب، وهذا خطأ»، مشيراً إلى أن سبب ذلك هو «شد في الحبل الشوكي، ويمكن علاجه، من طريق إجراء عملية جراحية بسيطة، تمكن الطفل بعدها من استعادة قدرته على التحكم في البول، والتمتع بحياة طبيعية». وأوضح العنزي، خلال الندوة الختامية لفعاليات «الندوة الأولى للجمعية العالمية لجراحة أعصاب الأطفال»، التي استضافها المستشفى، لثلاثة أيام، ان هذا المرض «يصيب الأطفال في عمر ست أو سبع سنوات»، مبيناً أن المستشفى «أجرى عمليات جراحية لطفل وطفلة، لا يتجاوز عمرهما سبع سنوات، وشفيا وعادا لممارسة حياتهما الطبيعية. كما أجريت جراحة مماثلة لشاب (17 سنة)، وتحسنت حاله ورجع إلى طبيعته. وأشار إلى أن نسبة نجاحها إذ كان الطفل صغيراً «تتجاوز 90 في المئة، و50 في المئة لمن تتجاوز أعمارهم 10 سنوات». ولفت إلى أنه «لا توجد أي إحصاءات دقيقة توضح نسب المصابين بشد العمود الفقري في المملكة، لأن غالبية العائلات لا تفصح عن إصابة أطفالها، معتبرين ذلك «عيباً»، مبيناً أن هذا النوع من الأمراض «سهل الكشف عنه، من طريق أشعة الرنين المغناطيسي بالتخطيط على المثانة». وتطرق إلى مشكلات الأطفال «المصابين بشد في أعصاب الرجلين، ويعجزون عن المشي، إذ ان الأدوية تفشل في علاجهم»، لافتاً إلى أن نسبة كبيرة منهم «يتميزون بنسبة ذكاء عالية. إلا أن المشكلة تكمن في عدم المشي، نتيجة زيادة الشد في الأعصاب». وشهدت الندوة عرض عمليات جراحية «حديثة»، تقلل من الشد في أعصاب الرجلين، وتجعل الرجل ترتخي، وتمكن الطفل من المشي، ما تنتج منه راحة نفسية، وممارسة الحياة الطبيعية. وأضاف العنزي، أنه «يمكن إجراء عمليات جراحية للطفل»، مشيراً إلى وجود أطفال في المملكة «يتعرضون لشد زائد في أعصاب أرجلهم أو أيديهم تمنعهم من الكتابة أو من المشي، لأن هناك عدداً كبيراً منهم لا يعرف كيفية العلاج، نظراً لأن الأدوية غير كافية». فيما كشف عن البدء في تنفيذ هذا النوع من العمليات ك «تطبيق فعلي، بعد ان تمت الاستفادة من الندوة في إجراء هذه العمليات. وسيتم إعلان النتائج خلال الفترة المقبلة». وزاد أن مرض أورام الحبل الشوكي «لا يشترط أن تكون خبيثة، فمعظمها حميدة، واستئصال الورم في الوقت المناسب يجعل الإنسان يعيش طبيعياً».