يدخل المنتخب الجزائري اليوم معسكراً إعدادياً، استعداداً لموقعة مصر في السابع من يونيو (حزيران) المقبل في ملعب البليدة، ويأتي اقامة المعسكر بعد نحو اسبوع من الاضطرابات التي ميزته في ضوء تأخر وصول المحترفين إلى مكان تجمع المنتخب في مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا. وأثار هذا التأخر حفيظة الناخب الجزائري رابح سعدان قبل ان يستسلم للأمر الواقع، ويؤكد أنه "يأمل ان يكون المتخلفون في وضع بدني مريح يجنبهم اللجوء إلى برنامج خاص للإعداد البدني". ولم يحضر في الوقت المناسب أغلب المحترفين بينهم نذير بلحاج لاعب بورتسموث الانكليزي، وعبد القادر غزال، لاعب سينا الإيطالي، ويزيد منصوري، لاعب نادي لوريون الفرنسي، ، وكريم زياني نجم مرسيليا. ورداً على سؤال الصحافة الجزائرية حول تأخر التحاق بعض المحترفين، أوضح سعدان أنه من الصعب التحكم في مسألة قدومهم بسبب ارتباطاتهم مع انديتهم الأوروبية، على رغم أن القانون يُخوّل لهم حرية الالتحاق بالمنتخب قبل 5 أيام من المباراة. وأثار تصرف المحترفين استياء الجماهير الجزائرية التي عادت لتتابع أخبار منتخبها الأول بعد سنوات من "الجفاء" واللااهتمام بسبب تراجع نتائجه، ووضعت أيديها على قلوبها خوفاً من الانعكاسات السلبية على المنتخب يوم المباراة، بينما دخل المنتخب المصري مرحلة الجدية بخوض مباراة ودية أمام عمان. إلى ذلك، سافر رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى الباهاماس للمشاركة بمؤتمر الاتحاد الدولي للكرة (الفيفا) الذي سيبدأ مطلع الشهر الجاري (حزيران). وقال مصدر مطلع ل «الحياة» إن روراوة سيذهب إلى المؤتمر وفي أجندته نقطة واحدة تتعلق بضرورة إقناع أعضاء المؤتمر بتناول قضية اللاعبين ذوي الجنسيات المزدوجة لإجبار «الفيفا» على تغيير لوائحها الأساسية المتعلقة بهؤلاء اللاعبين، لكنه لفت إلى أن تحقيق هذا المبتغى يتطلب تصويت ثلثي المؤتمر على المقترح. وسيمكن تغيير هذه القوانين الجزائر من الاستفادة من لاعبيها المنتشرين بالبطولات الأوروبية، وفرنسا تحديداً، ممن تجاوزوا 21 سنة، وبهدف الاستفادة من خدماتهم مع منتخب بلدهم الأصلي (الجزائر). وتريد الجزائر الاستفادة من كامل نجومها حاملي الجنسية الفرنسية وتجنب "مآسي" اضافية تتعلق بضياع نجوم كبار على غرار نجوم المنتخب الفرنسي حالياً سمير ناصري وكريم بن زيمة وبلفوضيل، وزين الدين زيدان (زيزو) وكمال مريم واخرين. وكانت الجزائر لعبت دوراً حاسماً في تغيير «الفيفا» لبعض قوانينها في مؤتمر الدارالبيضاء عام 2003 وأثمر عن الاستفادة من خدمات عدد من المحترفين الجزائريين ممن لعبوا في وقت سابق في الفئات الشابة للمنتخب الفرنسي على غرار عنتر يحيى وسمير بلوفة وعامر بوعزة وغيرهم. وأثار تحرك الجزائر حينها حفيظة الاتحاد الفرنسي للكرة خشية "تعرض" منتخب بلاده لنزيف "جزائري"، غير أن رئيس الاتحاد الجزائري آنذاك محمد روراوة طمأن نظيره الفرنسي، وقال له بعبارة واحدة: لا تقلق... لن نأخذ منكم زين الدين زيدان.