اختار الأولمبياد العلمي السوري 10 من طلاب المرحلة قبل الجامعية، لتمثيله في «الأولمبياد العلمي الدولي- 2011». بعد خضوع 260 طالباً لاختبارات متقدّمة في الرياضيات والفيزياء والكيمياء. وحاولت اللجنة العلمية المشرفة على الأولمبياد الاقتراب في معاييرها العلمية من المستوى العالمي، إذ غطّت المسائل العملية التي وضعها متخصصون، غالبية المُكوّنات التعليمية للمرحلة الثانوية، لكنها تتطلب مقاربة مختلفة عن الأسلوب النمطي السائد في المدارس، ما اعتُبِر محكّاً للموهبة والإبداع لدى المشاركين. وللتذكير، شارك ما يزيد على 30 ألف طالب وطالبة في التصفيات التمهيدية للأولمبياد، وصل منهم إلى المرحلة الثانية نحو 6 آلاف، وتمكّن قرابة 2300 من الوصول الى المرحلة الثالثة. وخضع هؤلاء ل «غربلة» دقيقة، قبل تمكّنهم من الوصول إلى التصفيات النهائية للأولمبياد العلمي السوري. وأوضحت يمن الأتاسي عضوة اللجنة العلمية للأولمبياد أن اللجنة سعت إلى تزويد الطلاب بمعلومات مهمة، للوصول بهم إلى مستوى الأولمبياد الدولي. وأكدت أن مستوى المنهاج الذي وضعته اللجنة الدولية للأولمبياد يوازي منهاج السنتين الأولى والثانية في الجامعة. وأشار فرقد رمضاني زميلها في اللجنة، إلى ان الأسئلة والمسائل التي طرحتُ في مسابقات الأولمبياد المحلي، ركزت على قدرة الطالب على التحليل المنطقي، وأساليب التفكير والتحليل لديه، وقدرته على مواجهة مسائل جديدة لم يتعامل معها، مع السعي لربط ما يتعلمه مع وقائع الحياة اليومية. وانطلق الأولمبياد السوري في العام 2006 بشكل تجريبي في مادة الفيزياء. وفي العام التالي، أضيفت مادتا الرياضيات والكيمياء، لكن انطلاقته الحقيقية على المستوى الوطني كانت في العام 2008. وشارك المنتخب السوري في «الأولمبياد العلمي الدولي- 2010» بصفة مراقب. وحاز الطلاب السوريون على شهادات تقدير في الرياضيات التي جرت تصفياتها في كازاخستان، والكيمياء التي استضافتها اليابان، والفيزياء التي استضافتها كرواتيا. كما نال الطلبة السوريون ميداليتين فضيتين ومثلهما من البرونز، في «الأولمبياد العلمي العربي» الذي جرى في دولة الإمارات العربية المتحدة العام الماضي. ويتطلب من الطالب في الأولمبياد الدولي حل مسألة من أصل ست مسائل للحصول على شهادة تقدير، ويحتاج إلى حل مسألتين ليحصل على الميدالية البرونزية، وثلاث مسائل لنيل الفضية، وأربعة للفوز بالذهبية. ورأت الطالبة بشرى السعيد أن أسئلة الأولمبياد العلمي السوري لهذا العام، كانت صعبة في بعض جوانبها، فلم يستطع الإجابة عليها إلا بعض الطلبة المتميّزين. وأشارت إلى أن غالبية المسائل تمحورت حول فكرة استنتاج قانون من قانون، ما رأت فيه شيئاً إيجابياً، لكنها انتقدت اعتماد الحل على أشياء يجب حفظها. في المقابل، رأى زميلها سهيل العلي، الذي خضع لامتحان مادة الفيزياء، أن الأسئلة ابتعدت عن النمطية وراعت ذكاء الطالب. وأكّد العلي أن المسائل التي حلها قريبة من المستوى الدولي من ناحية الفكرة والأسلوب، مشدّداً على أن الأولمبياد الدولي يحتاج إلى مخزون معرفي كبير للتعامل مع أسئلته. وحصل الفائز في المركز الأول في كل مادة، على مكافأة مالية قدرها 150 ألف ليرة سورية، والثاني على 125 ألفاً، والثالث على 100 ألف، إضافة إلى ميداليات وشهادات تقدير. وانضم هؤلاء إلى الفريق الوطني الذي يضم الفائزين الأوائل في أولمبياد عامي 2009 و2008، على ان يدخلوا لاحقاً في معسكر علمي مغلق لمدة أسبوع بهدف صقلهم وتأهيلهم، قبل اختيار الأشد تميّزاً بينهم. وتشارك 108 دول في الأولمبيادات العالمية في الفيزياء والكيمياء والرياضيات، التي تعتبر من أهم المسابقات العالمية العلمية للشباب في المرحلة قبل الجامعية. وينعقد الأولمبياد في الصيف سنوياً. وتوضع أسماء الدول الفائزة بين قائمة الدول التي تتمتع بسمعة علمية دولية راقية.