في وقت اتسع في تونس نطاق الاحتجاجات المطالبة بإبعاد رموز نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من الحكومة الموقتة، أكدت مصادر تونسية مطلعة ل «الحياة» أن «الجيش بدأ اتصالات مع الرئيس الموقت فؤاد المبزع من أجل تنحية رئيس الوزراء الحالي محمد الغنوشي وتعيين شخصية سياسية معارضة تحظى بالاحترام». وأكدت المصادر أن «قيادات الجيش عقدت اجتماعاً طارئاً لدرس الأوضاع الجارية في البلاد مع استمرار الاحتجاجات في الشارع و المعارضة السياسية» خلص إلى هذا القرار. ورجحت محاولة الدفع بالمعارض البارز أحمد المستيري (86 عاماً) إلى الواجهة في حال موافقته، رغم نفي المستيري إجراءه أي مشاورات في هذا الشأن وتقدمه في السن. واتسعت دائرة التظاهرات اليومية المطالبة بتنحية المسؤولين في النظام السابق الذين احتفظوا بمناصب مهمة في الحكومة الانتقالية، أبرزها وزارتي الدفاع والداخلية. واعتصم أمس أمام قصر القصبة، مقر رئيس الوزراء، آلاف المتظاهرين الذين وفدوا من المناطق المهمشة في وسط البلاد وجنوبها حيث اندلعت الشرارة الأولى ل «ثورة الياسمين». وفي محاولة لاحتواء التظاهرات، أعلنت الحكومة الموقتة أمس فرض الإقامة الجبرية على اثنين من أبرز مساعدي الرئيس المخلوع هما وزير الداخلية السابق عبدالله القلال والمستشار الرئاسي السابق عبدالعزيز بن ضياء، بعد معلومات عن محاولتهما الفرار، كما اعتبرت أقرب مستشاري الرئيس المخلوع عبدالوهاب عبدالله «مطلوباً من الأجهزة المعنية». وطالب المتظاهرون الذين أطلقوا على مسيرتهم اسم «قافلة الحرية»، بإسقاط الحكومة الموقتة، ورددوا هتافات تؤكد إصرارهم على إطاحتها، بينها: «شهر شهران ثلاثة حتى يسقط النظام»، ورفعوا لافتات كُتب على إحداها «سرقوا ثرواتنا، ولن يسرقوا ثورتنا»، وثبتوا ملصقاً على جدار القصر كتب عليه: «الشعب جاء لإسقاط الحكومة». ولوحظ وجود بين المتظاهرين للإسلاميين الذين خلت منهم حركة التمرد الشعبي في بداياتها. وخيمت أجواء أكثر تشنجا أمس بين قوات الأمن والمحتجين الذين رفعوا صور ضحايا القمع الذي تعرضت له الانتفاضة. وجاء هذا عشية استعداد تونس لاستئناف الدراسة اليوم، رغم إعلان منظمات طلابية وأكاديمية الاستمرار في تعليق الدراسة احتجاجاً على بقاء الحكومة الحالية التي تخشى من أن تتحول الجامعات إلى ساحات لمزيد من التظاهرات، لكنها في الوقت ذاته تصر على استمرار الحياة اليومية في شكل طبيعي لتأكيد سيطرتها على الوضع أمنياً وسياسياً. وفي إطار محاسبة رجال النظام السابق، أكد رئيس لجنة الإصلاح السياسي عياض بن عاشور في مؤتمر صحافي أمس أن اللجان الثلاث المسؤولة عن تقصي الحقائق على الأرض والإصلاح ومكافحة الفساد ستبدأ العمل اليوم. وقال إن «اللجان لن تكون أمامها خطوط حمر وستعمل بنزاهة واستقلالية بعيداً من أي تأثير من الحكومة». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «حضت» مساء أول من أمس رئيس الوزراء التونسي في اتصال هاتفي «على تطبيق إصلاحات والانتقال إلى ديموقراطية منفتحة». وفي الجزائر، توفي الجزائري كريم بندين مساء أول من أمس متاثراً بحروق أصيب بها حين أضرم النار في نفسه الثلثاء الماضي في مدينة دلس الساحلية شرق البلاد، وقالت الحكومة إنه «يعاني اضطرابات نفسية» بعدما أحرق نفسه في محاولة انتحار لم تعرف أسبابها.