أجرى الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل في إطار زيارته مصر، محادثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي اكد اهتمام الجامعة بلبنان واستقراره. وجدد الجميل تأكيده الوقوف «بجانب الرئيس سعد الحريري من اجل تشكيل هذه الحكومة، ونعتبر ان هذا امر طبيعي جداً على أثر نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة»، وأكد أن «الأمور ليست سهلة، هناك قوى معترضة على التكليف انما من يعترض يستند الى وسائل غير ديموقراطية»، موضحاً أن «هناك ضغوطات كبيرة تمارس على النواب اللبنانيين وهناك ضغوطات شبه عسكرية كما حصل منذ ايام قليلة مع التحركات غير الطبيعية في شوارع بيروت»، ومشدداً على أن «مشروعنا هو قيام الدولة اللبنانية وتعزيز المؤسسات الدستورية وانجاز السيادة الكاملة على كل الأراضي اللبنانية». وعن المواقف الأخيرة للنائب وليد جنبلاط، قال الجميل: «نعرف كل الضغوط التي تمارس على الساحة اللبنانية ولن ندخل بالتفاصيل، كان المفروض ان نكون متفقين جميعاً على تكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة، واذا حدث خلل، فالأسباب معروفة». وقال موسى رداً على سؤال له عن لجنة الإتصالات الدولية التي ستتناول الشأن اللبناني: «الكلام كثير في هذا الإطار وهناك قوى تطرح نفسها وتجمعات سياسية تقترح ولكن لا يوجد توافق في الآراء على الخطوة التي يمكن أن تتخذ». وأضاف: «يهمنا لبنان واستقراره، والمحطة المقبلة هي المشاورات التي يجريها الرئيس اللبناني، ومن هناك سنتخذ الخطوة اللازمة». اعتبر أن «توافق الرأي والعمل الوطني اللبناني هما المفتاح، فانقسام لبنان يؤدي على الدوام الى الضرر باللبنانيين وبحاضر لبنان ومستقبله، وفي الجامعة العربية هناك توافق على الحفاظ على استقرار لبنان كعضو في الجامعة، فما يحدث في لبنان ينعكس على المنطقة». واضح أن هناك خطورة كبيرة على استقرار لبنان والأهم هو أن يكون اللبنانيون جميعاً خائفين على بلدهم وعلى حاضره ومستقبله»، مجدداً التأكيد أن «علينا ان نهتم بلبنان بغض النظر عن الاعتبارات الأخرى. المواقف كلها ستتضح في الأيام والأسابيع المقبلة والموقف العربي من لبنان سيتبلور بالتأكيد خلال الأسابيع القليلة». ثم قال الجميل رداً على سؤال: «موقفنا واضح بالنسبة الى سلاح حزب الله، وهو ان تتحمل الدولة اللبنانية والسلطات الأمنية مسؤولياتها ويبقى السلاح فقط في يد قوى الجيش وقوى الأمن الداخلي». الى ذلك، حذّر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من أن «الوضع في لبنان خطير، وهناك حاجة للحفاظ على الدستور والمؤسسات». وقال ل «صوت لبنان» أمس: «يجب الحذر في تناول الشأن اللبناني، ونسعى جميعاً الى اتاحة الفرصة للبنانيين انفسهم للعمل بالتوافق الداخلي وألا يفتئت فصيل او طائفة على طائفة اخرى، وللسنّة حقوق على الأراضي اللبنانية ويجب الحفاظ عليها». وأضاف رداً على سؤال: «بالنسبة الى الهلال الشيعي والتأثير الشيعي في هذه المنطقة، لا اعطيه هذا القدر من الاهتمام، لأن الشيعة مسلمون والسنّة مسلمون ايضاً، وقدرة التفاهم بين الجانبين متاحة، ويجب أن نعلم ايضاً ان السنّة هم غالبية المجتمع الإسلامي وليس فقط المجتمع العربي». وقال: «نتحدث مع الإخوة في السعودية وقطر وتركيا، ونسعى الى تحقيق التوافق الذي يلعب تأثيره على الارض لمصلحة الشعب والبلد اللبناني». وعن عودة الوصاية السورية، قال أبو الغيط: «لا اعتقد أن التطور الدولي والعلاقات الدولية تسمح بمثل هذا التأثير المطلق الذي كان موجوداً في السابق، يجب أن تكون هناك علاقة مودة وأخوّة بين سورية ولبنان مع احترام التكافؤ وحق كل طرف بأن يتحدث بسياساته وآرائه من دون اي فرض او قسر»، مؤكداً أن «المحكمة الدولية لا يمكن ايقاف تصرفاتها وأدائها، ربما اذا ما وقعت تغييرات في لبنان تبطئ من اداء المحكمة ولكنها موجودة ولها وضعها القانوني الدولي» . واعتبر ان الاتهامات لمصر بالتدخل في شؤون لبنان وحديث النائب ميشال عون عن الدور المصري «كله هراء».