بدأ الإذاعي السعودي «سامي بن سعيد» في بلورة مستقبله داخل استوديوهات إذاعة الرياض قبل أكثر من 20 عاماً، ك «هاو» فر من دراسة الطيران، إلى «كابينة الإذاعة» تميز منذ نشأته برفضه لبيروقراطية المهنة، التي كانت تفرض عليه التعاطي معها بأدواتها وليست بأدواته، نفذ أول برنامج «لايف» في الإذاعة السعودية تحت عنوان «أهلاً بالمستمعين» وبدأ المسؤولون في الإذاعة وقتها يتلمسون صدق موهبته وإيمانه الشديد بها، واكب في انطلاقته أحداث حرب الخليج الأولى، التي وضعته في دائرة تستوجب منه الإلمام بتفاصيل العمل الإذاعي كافة، ونظراً إلى أن العاصمة السعودية وقتها كانت حاضنة لمختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية التي جاءت لتغطية هذا الحدث المهم، فتحولت إذاعة الرياض إلى واحدة من أهم المصادر الخبرية للمنطقة والعالم. وبحسب قوله ل «الحياة» يشير «بن سعيد» إلى أن «الأحداث الجسام التي مرت بها المنطقة، فرضت أن أكون في غرفة المراقبة الرئيسية، لتغطية كل التفاصيل الممكنة، بدءاً من التعامل مع وكالات الأنباء، وانتهاء بأهم التفاصيل الفنية الدقيقة، وكان مدير الإدارة الهندسية حسين بخش يوكل لي كثيراً من الأعمال، مما اسهم في بلورة رؤيتي لأهمية وخطورة دور الإذاعة في نشر الخبر». لم يكن ما مر ب «بن سعيد» كافياً لإرضاء طموحه، فسافر للدراسة على نفقته الخاصة في الولاياتالمتحدة، وهناك حرص على زيارة استوديوهات هوليوود، وعمل بجانب دراسته في إذاعة أميركية خاصة، وفي إحدى زياراته للعاصمة السعودية «الرياض» نهاية 1993 التقى عدداً من مسؤولي إذاعة إم بي سي إف إم، الذين عرضوا عليه البقاء معهم، والانتقال إلى لندن للمساهمة في تأسيس إذاعة سعودية خاصة جديدة، فراقته الفكرة، وسافر إلى لندن، ليلتقي مع عدد من الخبرات العربية والأجنبية المنوعة، واسهم مع عدد كبير من هذه الخبرات في انطلاقة الإذاعة كما يصفها ب «الفترة الذهبية لmbc fm» وأشرف فيها على عدد من برامج الإذاعة المميزة وقتها مثل «ستة في واحد» و«من لندن أحدثكم» وغيرها، واستمر بالإذاعة حتى 1997. وعاد إلى الرياض لكنه: «يصدم بالتفاوت المهني – كما يصفه – بين الخبرات الذي احتك بها، وبين الآلية التي يمارس بها العمل الإذاعي المحلي في ذاك الوقت، لكن إقامته لم تطل في الرياض إذ ابتعثته وزارة الثقافة والإعلام للدراسة في بريطانيا، فتخصص في علم دقيق يتناول فنيات التأثير الصوتي المسرحي، وتفرعاته كافة المنسحبة على الدراما والبرامج الإذاعية معاً، يقول بن سعيد: «صدمت في هذه المرحلة وقت تقدمي لتنفيذ مشروع التخرج برفض إذاعة mbc fm تنفيذي للمشروع، وكان الرفض ليس من مالكي القناة لكن بكل أسف من مديرها الإعلامي جورج قرداحي، إذ رفض مساعدتي، ولم يكن الأمر خاصاً بي وحدي فقط، بل قام أيضاً بتحجيم أدوار الشباب السعوديين العاملين في الإذاعة وأحل محلهم جنسيات أخرى، فعدت إلى الرياض ونفذت مشروعي مع مطبوعة محلية أخرجت من خلالها مشروع المعلقات السبع، ضم قامات ثقافية وإذاعية مميزة، نقلت فيه أهم ما ورد في عيون الشعر العربي القديم بقالب إذاعي وفني مميز». عاد بن سعيد بعدها إلى الرياض في عام 2000 ليعمل مجدداً في «إذاعة الرياض» ويقدم فيها برنامج «دائرة الأحداث» كأول برنامج يأخذ أخباره حصرياً من مراسلين له في أهم العواصم العالمية، «ووقتها تم اختياري مع آخرين لتأسيس القناة الرياضية السعودية، تحت اسم قناة الرياضة والشباب وقدمت فيها عدداً من البرامج مثل قصية وحوار - قهوة المساء - زوايا إضافة إلى برنامج «بيت هو فن» عن الفن التشكيلي الذي أوقف بعد حلقته الرابعة لعدم توافقه مع خط القناة الرياضية التي أسهمت في تأسيسها». كما أسهم في تأسيس الأقسام الإذاعية والتلفزيونية في معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي مستفيداً من تجربته الدراسية في أميركا وبريطانيا ثم أسس وزميله المخرج عبدالعزيز الرويشد شركة خاصة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني فضلاً عن قيامة والمذيع أحمد الحامد بتأسيس إذاعة شمس الإلكترونية، والتي يقول عنها: «حققت نجاحات كبيرة خصوصاً بين المبتعثين لكني تركتها لأن عملي الحالي يتطلب مني التفرغ له». «بن سعيد» استقر أخيراً ك «مدير عام لإذاعة يو إف إم» ويختصر الحديث عنها بالقول: «نحن الإذاعة الحصرية الوحيدة في الإذاعات الجديدة التي تهتم بالنشاط الرياضي، إضافة إلى الأنشطة الأخرى، ولدينا قاعدة من الاحترافيين نفاجئ بهم المستمعين تباعاً، إضافة لوجود أحمد الحامد كمدير للبرامج ومستشار لها، ساعدنا في الانطلاق بثبات واحترافية». سامي بن سعيد.