فشل حزب معارض أمس في تنظيم مسيرة في قلب العاصمة الجزائرية بعدما فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة حوّلت أجزاء واسعة من مدينة الجزائر، وحولتها إلى ما يُشبه الثكنة العسكرية. وأعلن حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» المعارض أن 42 شخصاً أصيبوا بجروح في مواجهات مع قوات الأمن التي طوّقت مقر الحزب الذي يقوده سعيد سعدي، أحد أشد المعارضين لحكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. ولوحظ أن مشاركين في الاحتجاج أمس لفّوا أنفسهم بالعلمين الجزائري والتونسي، في إشارة إلى دعمهم تغيير نظام الرئيس زين العابدين في الانتفاضة الشعبية التي أطاحته الأسبوع الماضي والتي تُعرف ب «ثورة الياسمين». وأعلن سعدي، في تصريحات صحافية أن 42 من أنصاره ،بينهم عضو في البرلمان، اصيبوا بجروح في مواجهات مع الشرطة خلال المسيرة التي حاول حزبه تنظيمها على رغم إبلاغ سلطات ولاية العاصمة الجزائرية له بأنها «ممنوعة». وقال أيضاً أن قوات الأمن نشرت أكثر من 1500 شرطي في شوارع العاصمة لإحباط المسيرة الاحتجاجية. وشهدت العاصمة الجزائرية يوماً عصيباً منذ الساعات الأولى للصباح، بعدما فرضت قوات مكافحة الشغب طوقاً أمنياً على عدد من الشوارع الرئيسية، على رغم قلة عدد الذين استجابوا لنداء المشاركة في المسيرة. ففي ساحة أول ماي (الوئام المدني) حيث دعا «التجمع من أجل الثقافة» أتباعه إلى التجمهر قبل التوجه نحو مبنى البرلمان، تمركزت قوات مكافحة الشغب بكثافة، كما انتشرت حول محيط مقر الحزب. وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن سعدي بعد إصراره على المسيرة الممنوعة «يُعتبر في عداد الخارجين عن القانون... ونحن نطبّق القانون».