في ذاكرة تاريخ العلوم أنّ الفوسفور عنصر كيماوي اشتقّ اسمه من الكلمة اليونانية «فوسفوروس» phosphoros ومعناها «حامل الضوء»، وهو الاسم القديم لكوكب الزهرة عند ظهوره قبل مغيب الشمس. واكتشف الفوسفور في سنة 1669. وحينها، حضّر من البول. ونجد الفوسفور، وهو مادة صلبة بيضاء شمعية، في بضعة أشكال أساسيّة منها الأبيض (أو الأصفر) والأحمر والأسود (أو البنفسجي). ويكون عديم اللون وشفافاً عندما يكون نقيّاً، وهو غير قابل للذوبان في الماء، لكنه يذوب في بعض مركبات الكربون. ولا يوجد الفوسفور في الطبيعة بشكل مستقل، بل يدخل في تركيب عدد من المواد المعدنيّة. ويشكل حجر الفوسفات الذي يحتوي على الخام الفوسفوري، مصدراً مهماً، ولو أنّه غير نقي، لذلك العنصر. ويتوافر بكميات كبيرة في روسيا والمغرب والولايات المتّحدة وغيرها. وفي حال عدم علاج المصاب به، يضرب الفوسفور الأبيض مجموعة كبيرة من أجهزة الجسم. ويستند العلاج الى استعمال محلول بيكربونات الصودا موضعيّاً لتعطيل عمل الحوامض الفوسفوريّة، إضافة إلى الاستخراج المباشر للقطع الصغيرة من الفوسفور في حال وجودها. مواصفات متنوّعة وعلميّاً، من المستطاع وصف الفوسفور الأبيض بأنّه مادة نصف شفافة شبيهة بالشمع، وتميل إلى اللون الأصفر لكنها ربما كانت بلا لون. ويتميز النوع المستعمل في الأغراض العسكرية بشدة نشاطه كيماويّاً، ويلتهب عند تعرضه للأوكسجين. وعندما يتعرض الفوسفور الأبيض للهواء، يشتعل ويتأكسد بشكل سريع ويتحول إلى خامس أكسيد الفوسفور. ويولد هذا التفاعل الكيماوي حرارة كبيرة إلى حد التفجّر مع صدور لهب أصفر اللون يترافق مع تصاعد دخان كثيف أبيض. ويتميّز الفوسفور بأنه يضيء في الظلام. وعسكريّاً، تمت الاستعانة بتلك الميزة في الرصاصات التي تترك خطاً منيراً خلفها على طول مسارها وهي تسمّى الخطاطيّة. ويستمر ذلك التفاعل الكيماوي حتى استهلاك كامل المادة أو حرمانها من الأوكسيجين. ويبقى 15 في المئة من الفوسفور الأبيض في القسم المحترق من الجسم المصاب. وتعود تلك البقايا للاشتعال مجدداً في حال تعرضها للهواء. ويتسبب الفوسفور الأبيض بحروق كيماويّة مؤلمة. ويبدو الحرق الناجم عنه بالإجمال كموضع يموت النسيج فيه، كما يضحي لونه ضارباً للأصفر. ويتميّز الفوسفور الأبيض بسهولة ذوبانه في الدهن بسهولة، ما يعينه في سرعة نفاذه في طبقات الجلد فور ملامسته إياها. كذلك يساهم ذلك النفاذ السريع في تأخير شفاء الإصابات. وإذا لم يخضع الأمر إلى دراسة معمقة، يكون كافياً القول إنّ الحروق الناجمة عن الفوسفور الأبيض تشكل قسماً فرعيّاً صغيراً من الحروق الكيماويّة التي يتأخر شفاؤها بصورة عامة.