مدريد - أ ف ب - احتفل مغنو أوبرا من العالم بالتينور الإسباني بلاسيدو دومينغو بمناسبة بلوغه السبعين خلال حفلة موسيقية استثنائية في دار الأوبرا في مدريد مسقط رأسه. وضمت الحفلة التي استمرت ثلاث ساعات نحو عشرين مغنياً أدوا 15 لحناً أوبرالياً فرنسياً وإيطالياً وألمانياً فيما ظلت أسماء المشاركين سرية حتى اللحظة الأخيرة. واختتمت الحفلة بصعود دومينغو الى المسرح لشكر المعجبين وليغني لازمة أوبرا شعبية إسبانية قائلاً: «أنا من مدريد لأن الله ارتضى ذلك». ورد الجمهور بصوت واحد «عيد ميلاد سعيد». وقال بلاسيدو دومينغو قبل ساعات من الحفلة أمام الصحافيين: «المسرح هو حياتي (...) إنه لامتياز كبير أن اصل الى سن السبعين ولا أزال قادراً على الغناء». وحضر التينور الإسباني الحفلة الى جانب ملكة إسبانيا صوفيا ومحاطاً بأفراد عائلته. وأضاف المغني الذي خضع الى عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني في القولون: «لا أعرف كم من السنين سأستمر في الغناء إلا نني لا أزال أستطيع أن أغني لذا لا أريد أن أتساءل الى متى سأفعل ذلك، على الأرجح طالما إني أشعر بقوة بدنية وبمصداقية على المسرح سأستمر في غناء الأوبرا لسنوات بعد». وقال: «لا أريد أن أغني يوماً أقل مما أستطيع ولا أريد أن أغني يوماً أكثر مما يجب». ولبلاسيدو دومينغو الذي يغني منذ خمسة عقود التزامات فنية حتى عام 2014، أعشق تقمص شخصيات مختلفة من كل القرون. أنا أسعى دائماً الى أشياء أخرى، الى أشياء جديدة». وافتتحت جوقات تياترو ريال بقيادة الأميركي جيمس كونلون الأمسية بلحن تانهاوز لريتشارد فاغنر قبل دخول السوبرانو الأميركية ديبورا بولاسكي الى المسرح لتغني «مونولوج الماريشالة» من أوبرا لريتشارد شتراوس. ومن المشاركين أيضاً في الحفلة المغني الألماني رينيه بابي والسوبرانو الإسبانية اينهوا ارتيتا. وفي اختتام برنامج الحفلة قدمت مقطوعة بعنوان «بلا-سي-دو» وهي هدية من المؤلف الموسيقي الصيني تان دون ألفها خصيصاً بطلب من جيرار مورتييه المدير الفني البلجيكي لتياترو ريال منذ عام 2010. وقالت السوبرانو الإسبانية تيريسا برغانثا في إشادتها بالتينور الإسباني: «أنت من دون شك شخص عظيم. لقد أثرت في نفوسنا جميعاً»، متسببة بانهمار دموع دومينغو. والحفلة هي واحدة من الفعاليات التي تنظم بمناسبة عيد ميلاد بلاسيدو دومينغو المولود في 21 كانون الثاني (يناير) 1941 في مدريد والذي انتقل للعيش في المكسيك وهو طفل. ونقلت الحفلة مباشرة على شاشة عملاقة في بلاثا اوريينتي المقابلة لتياترو ريال وبثت في حوالى عشرين بلداً. ويقدم بلاسيدو دومينغو حتى 27 الجاري في مدريد سلسلة من عشرة عروض لأوبرا «ايفيغينيا في توريس» للمؤلف الموسيقي الألماني كريستوف فيليبالد غلوك (1714-1878» الذي يتولى فيها دور اوريستي. ودومينغو أكثر مغني الأوبرا نشاطاً في العالم فهو مغن وأستاذ غناء وقائد أوركسترا ومدير دار أوبرا لوس أنجليس وأوبرا واشنطن. وبمناسبة بلوغه السبعين قلدته الحكومة الإسبانية وسام الفنون والآداب «مكافأة على مسيرة فنية استثنائية على صعيد الغناء وقيادة الأوركسترا فضلاً عن الدفاع عن الموسيقى الإسبانية».