أثار قرار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تخصيص 4 بلايين دينار (3,5 مليون دولار) لدعم «الزيارة الأربعينية»، وهي مناسبة دينية شيعية تشهدها مدينة كربلاء حالياً وستكون ذروتها الثلثاء المقبل، انتقادات من أطراف عدة رأت في الخطوة «هدراً باسم الدين» لموارد تحتاجها قطاعات أخرى. وتستقطب الزيارة التي تحيي مناسبة مرور أربعين يوماً على ذكرى مقتل الإمام الحسين، مئات الآلاف إلى كربلاء ينتظمون في مواكب تجوب شوارع المدينة. وخصص مجلس محافظة النجف نصف بليون دينار (نحو 425 ألف دولار) لتوزيعها على المواكب المنتشرة على طول الطريق بين النجف وكربلاء. وقال رئيس مجلس كربلاء محمد حميد الموسوي خلال مؤتمر صحافي إن موافقة المالكي على رصد الأموال للزيارة «جاءت استجابة للمطالبات العديدة للحكومة المحلية في كربلاء، وتأكيدها أنها لن تستطيع وحدها تحمل أعباء الزيارات المليونية». وأضاف أن «كربلاء تستقبل حالياً أعداداً غير مسبوقة من الزائرين استعداداً ليوم الزيارة، أي أن توافد الزائرين جاء مبكراً قبل عشرة أيام من الاربعينية». وأشار إلى أن «المبلغ المخصص سيكون تحت تصرف الحكومة المحلية لصرفه على الخدمات التي تقدم إلى الزوار إضافة إلى تعزيز الجانب الأمني والاستخباراتي المهم لحماية الزوار من أي اعتداء إرهابي». إلى ذلك، قال مدير الإعلام في مجلس محافظة النجف أحمد الدجيلي في مؤتمر صحافي إن «المجلس قرر دعم المواكب الحسينية ب 500 مليون دينار، إضافة إلى توزيع 100 مليون دينار كمشتقات نفطية على المتبرعين بنقل الزوار مجاناً». لكن هذه القرارات أثارت استياء أوساط سياسية وشعبية في النجف. وقال عضو الهيئة الثقافية في «التيار الصدري» شوكت الطالقاني: «اليوم المواطن في أمس الحاجة إلى هذه الاموال التي تكفي لبناء مجمع سكني كامل يوزع على المواطنين الفقراء وليس لمنتسبي الأحزاب، وهذا أحب للحسين وللرسول». واعتبر رئيس «التيار الديموقراطي» في النجف الدكتور حسين محيي الدين أن «ما نشاهده ونعيشه في هذه الأيام لمناسبة زيارة أربعينية الإمام الحسين لا يمت للإسلام بصلة نهائياً، وهو ما ابتدعته مجموعة من أصحاب النفوس المريضة التي تحاول أن تجعل من زيارة الأربعين هدفاً سياسياً». وقال ل «الحياة» إن «هذه التخصيصات تعزز سرقات البعض وفسادهم وتجاوزهم على حقوق الآخرين»، موضحاً أن من الافضل «استغلال هذه الاموال في بناء مدارس حديثة». ويحيي الشيعة الأيام العشرة الأولى من شهر محرم في كل عام، وتصل ذروتها ليلة العاشر منه، وهي ذكرى معركة الطف واستشهاد الإمام الحسين بن علي، ثالث الأئمة لديهم، في كربلاء، ثم يحيون الشعائر ذاتها في أربعينية استشهاد الإمام بالسير إلى مدينة كربلاء من مختلف المدن، فضلاً عن توافد عشرات الآلاف من خارج العراق، خصوصاً من إيران ودول الخليج.