اثار تقرير اميركي ضجة بعدما اكد أن زعيم «طالبان» الملا محمد عمر تعرض لنوبة قلبية اضطرته الى دخول مستشفى في مدينة كراتشيجنوبباكستان في السابع من الشهر الجاري، خصوصاً أن التقرير اشار الى ان ادخال الملا عمر المستشفى تم «بمساعدة جهاز الاستخبارات الباكستانية». وسارعت باكستان الى نفي وجود الملا عمر في أراضيها أو تلقيه علاجاً في أحد مستشفياتها، ووصف الناطق باسم وزارة خارجيتها عبد الباسط هذا الزعم بأنه «محاولة لتشويه سمعة باكستان، خصوصاً بعدما أصبحت مركز الثقل في الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي للأزمة الأفغانية بعد زيارة رئيس مجلس السلام الأفغاني برهان الدين رباني لإسلام آباد، وإجرائه لقاءات مثمرة مع المسؤولين المدنيين والعسكريين. يأتي ذلك بعدما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مجموعة «أكليبس» الاستخباراتية الخاصة التي يديرها عسكريون اميركيون سابقون ومسؤولون في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أي) ووزارة الخارجية، ان الملا عمر الذي توارى اثر اطاحة نظام «طالبان» نهاية العام 2001، مكث اياماً في مستشفى في كراتشي حيث خضع لعملية توسيع شرايين. وأوضحت المجموعة ان طبيباً في المستشفى لم تكشف اسمه ابلغها، استناداً الى معلومات سمعها من زملاء له، ان الملا عمر «واجه تعقيدات بعد العملية بينها صعوبات في الكلام نتجت من نزيف او خلل في عمل الأوعية الدماغية، او الأمرين معاً». وأفادت «أكليبس» ان عملاء الاستخبارات العسكرية الباكستانية (أي سي أي) نقلوا زعيم «طالبان» الى المستشفى، ثم استعادوه «لتأمين خلوده الى راحة تامة لأيام على الاقل»، فيما رفضت «أي سي أي» كعادتها التعليق على الأمر وأحالت الرد على الناطق باسم الجيش اللواء أطهر عباس الذي ابلغ «الحياة» ان «مصادر الأنباء متناقضة، إذ تنقل الصحيفة الأميركية تفاصيله عن مركز استخباراتي اعتمد شهادة طبيب لم ير ولم يشاهد شيئاً»، ما يدل على أنه مفبرك، وهدفه الانتقاص من قيمة التضحيات التي قدمتها باكستان وتعاونها في الحرب على الإرهاب». ولم يستبعد اللواء عباس تسريب نبأ وجود الملا عمر في باكستان للحيلولة دون نجاح المساعي الإقليمية التي انطلقت اخيراً لإيجاد حل سلمي للأزمة الأفغانية، وأثمرت حصول رباني على دعم الجيش الباكستاني، «في وقت تزداد اهمية هذه المساعي بالنسبة الى عمليات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في افغانستان، في ظل تنامي مقاومة طالبان». بدورهم اعتبر مقربون من «طالبان» الأفغانية في باكستان ان الكلام عن وجود الملا عمر في الأراضي الباكستانية يهدف الى الإيقاع بإسلام آباد والإيحاء لكابول وسائر الأطراف الأفغانية بأن «باكستان لا تصلح لقيادة مساع سلمية في أفغانستان». وأكد الملا فضل الرحمن خليل المطلع على ملف «طالبان» أن معلوماته تُفيد بأن الملا عمر يتواجد مع أنصاره ومقاتليه داخل أفغانستان وفي مناطق بعيدة عن الحدود الباكستانية، ويتمتع بصحة جيدة ولم يصب بنوبة قلبية أو ازمة صحية اخرى.